يستند على "الدلكات" منذ 200 عام

فيديو من “خان المدامغة” في الكاظمية: آخر شاهد على العهد العثماني تحوّل إلى “گراج”

الكاظمية (بغداد) 964

يعود تاريخ بناء “خان المدامغة” في مدينة الكاظمية، شمالي العاصمة بغداد، إلى أكثر من 200 عام، وهو الأخير الذي ما يزال يحافظ على هيأته ذاتها التي شُيّد عليها ولم يفقد جزءاً من هيكله.

التفاصيل:

الخان مبنى يقدم خدمات تشابه ما توفره الفنادق اليوم، حيث يحل فيه المسافرون والوافدون إلى المدينة قديماً.

يقع الخان في حي “عگد السادة”، بمدينة الكاظمية، وقد شهد مؤخراً أعمال ترميم “بسيطة” حفاظاً عليه من الانهيار.

هاشم الموسوي مالك الخان لشبكة 964:

ورثت هذا الخان من أبي وأجدادي، وقد تجاوز عمره 200 عام. طرأت عليه بعض الترميمات في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وكان يُسمى قديماً “مُسافر خانة”.

الخان كان أشبه بفندق لإيواء وإسكان المسافرين الوافدين من المدن البعيدة، وكان الكثير من أهل بغداد يتخذون من الخانات وسيلة لكسب المال. الخان عبارة عن مبنى واسع فيه رحبة تضم عدداً من الغرف والمخازن تسمى الخانات.

يضم الخان 41 غرفة في الطابق العلوي، وهي مخصّصة للسكن، فيما يوفر الطابق الأرضي مرابط للخيول، حيث كانت وسيلة نقل المسافرين آنذاك، وكان الخان يستقبل القوافل القادمة لزيارة الإمام الكاظم في زمن الدولة العثمانية.

استغله الآن كمرآب للدراجات النارية، فضلاً عن تأجير الغرف إلى أصحاب المحال التجارية كمخازن لبضاعتهم.

الباحث في التراث العراقيّ صباح السعدي لشبكة 964:

على وزارة الثقافة والسياحة والآثار والجهات المعنيّة أن تُسهم في الحفاظ على هذا الخان لأنه صرح تراثي مهم. لو جرى استثمار المكان بالطريقة الصحيحة، لأصبح معلماً سياحياً مهماً في المدينة.

يمتاز الخان، المبني بالآجر القديم (الفرشي)، بالأعمدة وتسمى بـ “الدلكات” التي يستقر عليها البناء، وهو اشتغال دقيق من اختصاص النجّارين، ولا علاقة لها بالبنّائين، إذ كان جُهد النجّارين يفوق أحياناً أعمال المهندسين الذين يُشرفون على بناء هذه الخانات.

المدامغة كلمة مُشتقّة من “الدمغة” أي الختم على الورق، وكان يُسمى قديماً “الدمغة على الكاغد”، وكان السادة “المدامغة” يختمون على ورقة للوافدين إلى الكاظمية للإقرار بأنهم أدّوا الزيارة، ولهذا حمل “العگد” اسم “السادة المدامغة”.