كفيف راقب الملك والجمهورية

بغداد: العم “جاسم” يلهم الشبان أسرار تصليح “البايسكلات” وينعى نفسه (فيديو)

الحرية (بغداد) 964

لم يقف فقدان البصر عائقاً أمام الحاج “جاسم محمد”، حيث تحوّل إلى أمهر مصلحي الدراجات النارية في مدينة الحرية، وراقب من دكانه التحولات السياسية والاجتماعية في العاصمة بغداد منذ خمسينيات القرن الماضي.

التفاصيل:

يعمل الحاج جاسم “أبو نصيّف” في تصليح الدراجات الهوائية منذ العهد الملكي، على الرغم من فقدانه البصر، ويحرص على نقل مهارته إلى الشبان في زقاقه.

الحاج “جاسم” لشبكة 964:

في العام 1943 انتشر مرض رمد العين في بغداد، أصبت آنذاك وكان عمري عاماً واحداً. فقدتُ البصر، وكان عليّ أن استقبل حياتي الجديدة القاسية كفيفاً، لكن الله كان معي دائماً.

كان والدي موظفاً في مديرية الآثار، ويمتهن أيضاً تصليح الدراجات الهوائية (البايسكلات)، وقد تعلمت منه هذه المهنة.

افتتحت محلّي هذا عام 1958 في مدينة الحرية، وكنت شاهداً على الأحداث السياسية والاجتماعية والتقلبات التي حدثت في البلد.

لم يكن فقدان البصر عائقاً، وقد منحني الله الصبر والقوة والتحمّل. تعلمت المهنة وأصبحت ماهراً فيها، وقد نقلتها إلى أبنائي أيضاً.

أعتمد مبدأ التساهل. لا أمتنع عن تقديم خدمات التصليح من أجل المال، وأقدم النصائح للمصلحين من الشبان هنا حول ما يتعلق بأسرار وتفاصيل المهنة، الأمر الذي منحني بالمقابل الكثير من التقدير والاحترام.

حيدر فاضل، من أهالي المنطقة، لشبكة 964:

الحاج أبو نصيّف مشهور جداً هنا، بوصفه أقدم مصلحي البايسكلات في الحرية. الجميع هنا يحترمونه ويتعاطفون معه، ليس لأنه كفيفٌ فحسب، بل لأنه إنسان طيب ويتعامل برقيٍ مع الآخرين.