المواعيد كانت تضبط عنده

60 عاماً من ذاكرة الناس.. هدم سراي الكوت القديم لكن مقهى “جبار الأكرع” لا يستسلم

الكوت (واسط) 964

هدمت واجهة سوق السراي التراثي في السوق القديم لمدينة الكوت وتحول المكان إلى بناية جديدة للعيادات الطبية، لكن مقهى “جبار الأگرع” الشهير هناك، لم يستسلم، وأعاد الأحفاد تأسيسه في موقع قريب آخر عند كورنيش نهر دجلة، ليحافظوا على رواد المقهى وذكريات المدينة التي وثقت 60 عاماً.

محمد عبد الأمير (صديق جبار الأگرع) لشبكة 964:

كان هذا المقهى من المقاهي القليلة في سوق الكوت القديم، والوحيد على كورنيش دجلة.

اعتاد الناس منذ 60 عاماً على ضبط مواعيدهم والاتفاق على اللقاء في المقهى.

امتاز الراحل (جبار الأگرع) بنفسٍ طيبة وخلقٍ كريم، وهو ما جمع الناس في مقهاه من مختلف مناطق المدينة.

لقب “الأگرع” نسبة لصلعة الرجل، وليس لكونه من عشيرة الأگرع المعروفة.

هذا اللقب استمر حتى الآن على الرغم من أن المقهى يدار من أحفاده.

حسنين جبار (أصغر أبناء جبار الأگرع) لشبكة 964:

عملت مع والدي منذ السبعينات، وبعد أن رحل تحملنا نحن مسؤولية إدارة المكان، اشعر أنه ترك لنا تاريخاً عن مدينة الكوت يجب الحفاظ عليه.

ارتاد مقهانا جميع أبناء الكوت ومشاهيرها، بل أن أغلب متصرفيها ومحافظيها جاؤوا هنا وشربوا الشاي، وهذا جزء من محبة الناس التي نعتز بها.

علمت أبنائي وأبناء اخوتي كل ما تعلمته من والدي، وهم الآن يديرون المقهى بالطريقة المحببة التي اعتاد عليها الزبائن.

أوصيتهم بالحفاظ على جمع الناس بالابتسامة والشاي اللذيذ والحرص على عرض المباريات العالمية عبر شاشات المقهى.