"كنا نصنع الفوتو بأيدينا"
مصوّر من الكاظمية يستعيد ذكرى 14 تموز: شهدتُ “سحل” الباشا.. وكنت في قصر الرحاب
الكاظمية (بغداد) 964
يستعيد الحاج محمد عبد الأمير (77 سنة)، صاحب استوديو “بردى” للتصوير، في حوار مع شبكة 964، ذكرياته عن يوم الرابع عشر من تموز 1958، إذ كان حاضراً يومذاك داخل قصر الرحاب، وكان شاهداً على سقوط الحكم الملكي، وتأسيس الجمهورية الأولى.
التفاصيل:
يقع استوديو بردى في باب الدروازة، بالكاظمية، وهو واحد من أقدم محال التصوير في بغداد، ولا يزال صاحبه يزاول المهنة، على الرغم من قلة الزبائن، بل وندرتهم.
التقط الحاج محمد الكثير من الصور للشخصيات المعروفة، بينهم الفنان مقداد عبد الرضا والفنان أحمد نعمة وزوجته الإعلامية إقبال حامد، والفنانة فوزية الشندي وابنتاها هند وهديل كامل، وغيرهم الكثير.
محمد عبد الأمير – صاحب الاستوديو، لشبكة 964:
بدأت العمل بالتصوير عام 1961، حينما أسّسنا الاستوديو في شارع الشريف الرضي، وكان اسمه “استوديو نينوى”، وفي عام 1970 انتقلنا إلى هنا في باب الدروازة وأصبح اسمه “استوديو بردى”.
كان التصوير في ذلك الوقت أكثر صعوبة من الآن، وأكثر احترافية في الوقت نفسه، لأنه كان يعتمد على مهارة المصوّر الذي يستخدم بيديه المحاليل وتحضير الإنارة، وتمّر مراحل التصوير بالرتوش والفنش، فضلاً عن ضبط جلوس الزبون المُراد تصويره، الآن المهنة أصبحت سهلة جداً.
ما سجّلته ذاكرتي عن أحداث 14 تموز، أنني كنت شاهداً على “سحل” نوري السعيد في ساحة العروبة مروراً بسوق هرج وسوق ماجد، وصولاً إلى ساحة عدن، حيث حُرقت جثته بالقرب من محلة “السيف” بمنطقة عبد الهادي الجلبي.
الانقلاب حصل صباحاً، وذهبت برفقة أخوتي مساءً إلى قصر الرحاب، وهناك التقطنا صورة ما زلت أحتفظ بها، لتظل شاهداً على هذا الحدث المفصلي من تاريخ العراق.
تجوّلنا في أروقة القصر ووجدناه قصراً اعتيادياً لا يعطي انطباعاً بالفخامة أو الترف.