تحية من شبكة 964
شمعة “المدى” العشرون: مدرسة في الصحافة ورافعة للتيار المدني
بغداد – 964
تحتفل جريدة “المدى” البغدادية، هذا الشهر، بإطفاء شمعتها العشرين، كواحدة من أولى الصحف الورقية التي شكلت مشهد الصحافة بعد مرحلة التغيير في العراق، ومع كونها امتداداً لتجربة مؤسسة “المدى” في المهجر، تحولت الجريدة على مدار عقدين إلى مدرسة رصينة في الصحافة، ومحرك للتيار الاجتماعي المدني في العراق.
معرض أربيل الدولي للكتاب.. عودة قوية للمدى وبداية استثنائية لشبكة 964
وفي تموز 2003، تأسست جريدة “المدى” البغدادية، وفي 8 آب من العام نفسه صدر عددها الأول برئاسة تحرير الصحفي والسياسي المعروف، فخري كريم.
ومنذ العدد الأول وحتى يومنا هذا، أسهم صحفيون وباحثون ومفكرون؛ عراقيون وعرب، في إدامة النشر والإنتاج الصحفي اليومي، وبات معروفاً بين الأوساط الصحفية، ومن باب التندر أحياناً، أن الصحفي العراقي لا يمكنه أن يصبح صحفياً بارزاً مقتدراً في العراق، إن لم يتعلم الكتابة الصحفية في “مطبخ المدى”.
وذاع صيت “المدى” مبكراً، بعد أن نشرت في عامها الثاني سلسلة تحقيقات عن “فضيحة كوبونات النفط”، كشفت فيها قوائم لأسماء سياسيين ورجال أعمال عرب وأجانب حصلوا على رشاوى مقابل دعم رئيس النظام السابق.
صورة نشرتها "المدى" مؤخراً، تعود للعام 2011، تضم كادرها التحريري والفني تحت نصب الحرية وسط بغداد.
وخلال السنوات اللاحقة، استقرت تجربة “المدى” كشريك رائد للمجتمع المدني، خاضت في طريقها هذا معارك سياسية وثقافية، كانت وما تزال جزءاً حيوياً من مراحل تشكل الحياة السياسية في العراق.
وفي عددها الاحتفالي، الذي صدر أمس الأحد، قال رئيس تحرير “المدى”، فخري كريم، إن “أي محاولة لتوصيف المدى لن تنجح إلا بمعرفة التحديات الكبرى التي واجهت انتزاع السيادة والاستقلال واجتثاث جذور الاستبداد والتأكيد على إعادة بناء الدولة الاتحادية (…) وعمقها المتحرر من الوصاية والتبعية في إطار دولة الحريات والقانون”.
شبكة 964، التي كانت شريكاً في نشاطات مؤسسة المدى الأخيرة، تهدي التهاني لكل هذا النشاط الذي يمثل تحولات اجتماعية وفكرية عميقة في العراق.
كتاب وصحفيون عن “المدى”، في الذكرى العشرين لصدور عددها الأول:
الصحافة الورقية، على نطاق محدود، ستقاوم لتبقى، لكنها لن تكون عصية على مقاومة المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي. انتبه، التحدي القادم سيتطور بسرعة عاصفة، وأعني به الإنسان الآلي الذي ينهي محنتنا ونحن نكتب وننظم الشعر ونسرد الرواية ونعزف الموسيقى.
فخري كريم
على عكس التصور الذي تبدى في الأشهر الأولى من الفورة الصحفية التي تلت سقوط الحزب الواحد والصوت الواحد، فإن الفوضى ليست المجال النموذجي لنمو إعلام حر. فكما توزع عنف الدولة السابقة على الجماعات المسلحة، توزعت رقابة الدولة إلى رقابات القاع الاجتماعي، ومنها رقابة المؤسسات الدينية، والمجتمع.
زهير الجزائري
لقد ولدت (المدى) في الأيام التي كان فيها الناس يحكمون فيها إغلاق أبواب بيوتهم قبل حلول المساء: شوارع خالية، ورائحة شياط الحرائق ما زال عالقاً في أجواء مدينتنا العتيدة مختلطاً بروائح المجاري الطافحة، بينما جماعة المنطقة الخضراء قبلوا بتقاسم حرية مهددة مع جيش الاحتلال الاميركي، والأخيرون تقاسموها مع القتلة واللصوص والمليشيات السرية والجماعات الإرهابية التي عبرت الحدود بالتزامن مع خطوات الاحتلال الأميركي.
سهيل سامي نادر
منذ صدورها قبل 20 عاماً سعت (المدى)، الصحيفة لتبنّي منهج الدفاع عن قضايا المواطن البسيط ووقفت بصلابة وهي تحارب أمراء التطرف سواء كانوا من الإرهابيين أم المفسدين، فيما سعت المدى المؤسسة لدعم حرية الصحافة والدفاع عن الرأي الحر.
علي حسين