أول مركز صحي خارج سور بغداد
هنا مات ضباط الكيلاني وقادة اليسار.. جولة في أطلال مستشفى الكاظمية العتيق (فيديو)
الكاظمية (بغداد) 964
تجوّلت كاميرا شبكة 964 بين أطلال مستشفى الكاظمية العتيق المسقف بمساند خشبية كانت سائدة نهايات القرن التاسع عشر، ويقع في منطقة الشيوخ، وهو خارج عن الخدمة منذ عقود، وكان شاهداً على الكثير من الأحداث السياسية والتاريخية والاضطرابات التي حصلت في العراق، وفيه توفي المحاربون أو عولج كبار القادة خصوصا في الحرب العالمية الثانية وانقلاب 1963.
رصاص الانكليز وغوارق العثمانيين وراء "الغرائب المغناطيسية" في شط العرب
التفاصيل:
يعدّ مستشفى الكاظمية القديم واحداً من أقدم مستشفيات العاصمة بغداد، تأسس عام 1928، في زمن الملك فيصل الأول، وكان يستقبل المراجعين الساكنين خارج أسوار العاصمة القديمة، من الكاظمية، والأطراف كأبو غريب والطارمية والتاجي والدجيل وبلد.
خرج المستشفى عن الخدمة، منذ عقود، لكن جزءاً منه أصبح مركزاً صحياً خاصاً بالأسنان يراجعه المواطنون.
عدد من سكنة مدينة الكاظمية تحدثوا عن ذكرياتهم مع المستشفى، مُتأسفين إلى ما آلَ إليه من إهمال، فيما أشار مصدر في وزارة الصحة إلى أن الحاجة له انتفت مع بناء مستشفى الكاظمية الجديد في الثمانينات، فضلاً عن كون موقع المستشفى القديم غير استراتيجي، لأنه يقع وسط الأحياء السكنية.
مصدر في وزارة الصحة، لشبكة 964:
مع بناء المجمّع الصحي لمدينة الكاظمية في الثمانينات، انتفت الحاجة للمستشفى القديم، لأن موقعه الجغرافي لا يخدم المراجعين، لاسيّما القادمين من خارج الكاظمية.
فضلاً عن ذلك، فإن المستشفى قديم وبناياته آيلة للسقوط، ويحتاج الى إعادة بناء، وهذا غير مطروح مطلقاً في الوزارة.
صباح السعدي – باحث تراثي، لشبكة 964:
يُعد هذا المستشفى من أقدم المستشفيات التي بُنيت في العراق، ومعروف أن مستشفى الغرباء في الكرخ ومستشفى المجيدية في الباب المعظم من أقدم مستشفيات العراق، ولكن هذا المستشفى له خصوصية كون الكاظمية كانت خارج سور بغداد.
كان هذا المستشفى جزءً من الأحداث والاضطرابات السياسية، مثل أحداث حركة مايس في عام 1941، بقيادة رشيد عالي الكيلاني، حيث صدامات الجيش العراقي مع القوات البريطانية، فضلاً عن أحداث 14 تموز 1958 حيث عولج المقاتلون من الإصابات هنا وتوفي عدد من كبار القادة هنا، أما في انقلاب 8 شباط 1968 فقد بقي أهالي الكاظمية يُقاومون ثلاثة أيام، وكانت مجموعة الحزب الشيوعي في الكاظمية، منذر ابو العيس وسعيد متروك وخزعل الساعدي، ضمن المقاومين، وقد جيء بمن قتل أو أصيب منهم إلى هذه المستشفى.
حيدر حتّي – من أهالي الكاظمية، شبكة 964:
قبل أن يتم بناء مستشفى الكاظمية التعليمي كان أهالي الكاظمية يراجعون هذه المستشفى، في العام 1978 سقطتُ من السيارة، في شارع المحيط، وفقدت الذاكرة ثلاثة أيام، وجيء بي إلى هنا وحصلت على العلاج. فقد كانت حينها من أرقى مستشفيات بغداد، ويشغلها أفضل الأطباء.