الأمر محيّر أخلاقياً
بائع حرية العصافير في الكوت حزين ولا يحب عمله: لكن ماذا نفعل.. نحن فقراء
الكوت (واسط) 964
يقول بائع العصافير “حمودي” إنه يتمنى الحرية للطيور وجميع الحيوانات، لكنه مجبر على هذا العمل الذي يوفر قوت عائلته، كما يؤكد أنه لا يبيع الطيور للقتل أو الأكل، بل يعتقها لتطير فور استلامه ثمنها، بناءً على طلب الزبائن الذين يحبون المشاركة في مشهد عودة الطيور إلى السماء.
وفي معظم محافظات العراق، تنتشر أقفاص يحبس فيها الباعة عدداً كبيراً من العصافير البرية، وينتظرون زبائن يطلبون إطلاق سراحها مقابل ثمن، ويبقى الأمر محيراً بالنسبة لكثيرين، بين اعتبار تحرير العصافير الحبيسة أمراً نبيلاً، أو تشجيعاً للصيادين على اصطياد المزيد من العصافير في اليوم التالي طمعاً بالثمن.
ازدحام كبير.. النجف تمنح مركزها يوماً في الأسبوع للمطيرجية ومربي الحيوانات
التفاصيل:
عربات عتق العصافير تبدو مألوفة لرواد سوق الكوت منذ سنوات طويلة، لكنها بدأت تقل مع مرور السنوات خصوصاً وإنها ترتبط بمواسم محددة من السنة وتنقسم بين العصافير البرية والزرازير.
حمودي – صاحب قفص عصافير لشبكة 964:
نشتري هذه العصافير من الصيادين بسعر يتراوح بين 15 و16 ألف للگونية الواحدة (كيس بلاستيك مثقب)، ثم نبيع العصفور ب250 دينار، ليكون مجموع دخلنا في النهاية بين 25 و30 ألف.
عملنا ليس يومياً، بل مرة واحدة في الأسبوع وفي بعض الأحيان مرة في الشهر، فالصيادون لا يمكنهم اصطياد الكميات المطلوبة بصورة مستمرة.
أشفق على هذه الطيور، ولا أبيعها لتُقتَل أو تُؤكل، بل أطلقها لتطير، لأني أبيعها كعتق رقبة أو للثواب.
هذه المهنة تمثل رزق عائلتي وأغلب باعة العصافير هم من الفقراء.
هادي حسن- أحد السكان:
هذا العمل موسمي، حيث تبيع هذه العربات العصافير في الخريف والزرازير في الربيع، وأغلب أصحابها فقراء، يبيعونها لمن يود عتق رقبة مخلوق.
شاهدت أكثر من مرة متعاطفين مع حالة الطيور المكدسة في الأقفاص يدفعون 10 آلاف و25 ألف لإطلاق جميع الطيور في القفص لأن المنظر مؤلم، فالعصافير طيور برية.
لا يمكننا لوم العاملين في هذه المهنة فهم بحاجة للعمل والرزق، لكننا نطالب بمراقبة مثل هذه الأفعال، ومنع الصيد الجائر الذي يحاول البعض أن يحوله إلى تجارة.