خطيب الصدر: سنسلب الشرعية عن النظام محلياً ودولياً بمقاطعة الانتخابات

الكوفة (النجف) 964

أوضح إمام وخطيب الجمعة في مسجد الكوفة كاظم الحسيني، غرض مقاطعة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، انتخابات مجالس المحافظات، مبيناً أنه سيسلب شرعية النظام الحالي محلياً ودولياً عبر المقاطعة.

ونقل القسم الإعلامي للإشراف العام على صلاة الجمعة والجماعة، عن الحسيني في بيان، تلقت شبكة 964 نسخة منه:

تحدث خطيب وإمام صلاة الجمعة المباركة في مسجد الكوفة المعظم فضيلة السيد كاظم الحسيني (دام توفيقه) اليوم 9 جمادى الأولى 1445 الموافق 24 تشرين الثاني 2023 عن غرض سماحة القائد السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) من مقاطعة العملية السياسية التي تأسست على المحاصصة.

وقال الحسيني: على الرغم من الحياة القصيرة التي عاشتها مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) ولكنها كانت كافية في أن تحمل للمسلمين زاداً في استبصار الحق فكرًا وسلوكًا، فقيمة حياة الإنسان لاتقاس بمقدار طولها وإنما بمقدار العطاء والموقف النبيل الذي يرفد الإنسانية بما يرفع من شأنها، وذلك هو ما يسبغ المعنى على الحياة ويجعلها مقبولة.

وأضاف: وإذا أردنا قيمة لحياتنا فما علينا إلا أن نتبع أثر العترة المطهرة، وبما أننا بمحضر ذكرى سيدة النساء فلنحاول أن نقرأ سيرتها الوضاءة في ضوء ظروفنا التي نعيش بها، فعندما أُبعد علي عن موقعه في الأمة وتخاذل الرجال عن نصرته وقصرت أيدي آخرين عن بيان حقه برزت ربة الخدر والشرف ولاثت خمارها واشتملت بجلبابها وقالت ما قالته في جمع من أصحاب أبيها.

وأشار خطيب وإمام صلاة الجمعة المباركة في مسجد الكوفة المعظم إلى أن العِبرة من موقفها (عليها السلام) هذا هو أن من واجبات الإنسان بصفته إنسانًا مرة وبصفته مسلمًا مرة أخرى أن يفزع لنصرة المظلوم بما يستطيع من فعل أو قول، فالمسلمون كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ومن لم يفكر بأمور المسلمين فليس منهم.

وأكمل: فأين هذا من الموقف المخزي لأنظمة العرب والمسلمين الذين لم يكلفوا أنفسهم أن يطلبوا من الدول المستكبرة في حراك جماعي لهم وقف اطلاق النار في غزة وادانة قتل الأطفال والرضع وهدم البيوت على ساكنيها، بل صرنا نلحظ أن شعوب الغرب أكثر اهتمامًا بمظلومية غزّة بعد أن انكشفت حقيقة الكيان المتوحش، فإلى أي انحطاط بلغته الأمة بلحاظ انسانيتها وبلحاظ دينها.

وأكد: إن الزهراء (عليها السلام) عندما لم تثمر مطالبتها بحقها في الإرث وحق بعلها عمدت إلى أسلوب آخر في التعامل مع السلطة، إذ أنها قامت بمقاطعتهم، وقد توسط بعض الصحابة عند أمير أمير المؤمنين لزيارة الزهراء وطلب براءة الذمة، ولكنها قاطعتهم وأعلنت أنها سترد على رسول الله غاضبة عليهم وأوصت أمير المؤمنين بمنعهم عن تشييعها والوقوف على قبرها.

فضيلة السيد كاظم الحسيني (دام توفيقه) أوضح أن مقاطعة الزهراء (عليها السلام) كانت رمزًا لسلب الشرعية، فإن النظام إذا نخره الفساد وأصبح عقيمًا لا يلد إلا الخراب والدمار ولا معنى لمحاولة إعادة إنتاجه، والحديث الشريف يقول لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين، فأي مؤمن هذا الذي يلدغ عشرة مرات.

وختم الحسيني خطبته بالقول: ولذا فإن غرض القائد السيد مقتدى الصدر (أعزه الله) من المقاطعة هو سلب الشرعية الدولية والمحلية عن عملية سياسية تأسست على المحاصصة ونما جذرها على الفساد ولم تنفع كل محاولات التعديل لأنه أصبح عصيا عليه والمشاركة تعني إعطاء الشرعية لنظام أعترف أصحابه أنفسهم أنه فاسد ولا يرجى منه خير للبلد.