حملة تشجير في محافظة واسط
"على الأوروبيين أن يدفعوا"
خطة لتطويق البصرة بأشجار المانكروف والسدر من الفاو إلى طريق الناصرية
البصرة – 964
خص الخبير بالشأن البيئي والزراعي المهندس علاء البدران شبكة 964 بجانب من دراسة معدة للنشر في مؤتمر علمي مقبل بمدينة دبي، عن تفاقم خطر التغيّر المناخي، ورصدت الدراسة تغيّر درجات الحرارة في العراق لمدة 64 سنة، وقدمت خطة للتشجير وتطويق البصرة بأحزمة خضراء ابتداءً من طريق الفاو – البصرة، وصولاً إلى طريق البصرة – الناصرية.
964 تحلق فوق جنة دجلة والفرات.. شاهد لأول مرة كيف تلتقي نهاية الأهوار بشط العرب
الخبير البيئي والزراعي م. علاء البدران لشبكة 964:
الدراسة شملت تغييرات درجة الحرارة منذ عام 1960 ولغاية 2023، وأثبتت أن التغيير يتراوح ما بين (1.5- 3) درجة مئوية.
المشكلة ليست بنسبة الارتفاع فقط، بل بأن فترة الارتفاع ما فوق الـ 50 درجة تستمر لمدة تتراوح ما بين (3 أسابيع – شهر) من كل عام.
تأثير خرق طبقة الأوزون كان منحصراً بدول غربية مثل كندا ونيوزلندا، لكنه وصل إلى العراق، وهذا العام وصلت نسبة الأشعة فوق البنفسجية في العراق إلى 12 درجة واستمرت لعدة أسابيع.
التعرض إلى أشعة الشمس في درجات حرارة عالية، وبهذه النسبة من الأشعة فوق البنفسجية يسبب الإصابة بالسرطان.
أحد الحلول المتاحة هو إنشاء الأحزمة الخضراء، التي ستساهم بنسبة جيدة في درء الخطر وتخفيف درجات الحرارة، والأحزمة الخضراء تمثل الخطوط الدفاعية لتقليل نسبة الغبار والملوثات.
الأشجار تنتج رطوبة تساعد على تثبيط الغبار (زيادة وزن ذرات الغبار) وبالتالي تمنع انتقالها إلى المدن، وتعمل كسياج عالٍ وحامٍ من الملوثات، يعمل على دفع الغازات الملوثة للأعلى وبالتالي يقلل من تأثيراتها على الأرض.
أقل عرض لأي حزام أخضر هو 100 متر، ويفضل أن يكون 1 كم، ليكون تأثيره مضاعفاً، فإذا كان الحزام دائرياً بنصف قطر 10 كم فهذا يعني 20 كم من الهواء الرطب، واحتماليات سقوط الأمطار تكون أكثر في المساحات المغطاة بالأحزمة الخضراء.
في الكيلو متر الواحد يكون التباعد بين شجرة وأخرى مسافة 10 متر، أما في أجواء مثل أجواء البصرة فإن المسافة تتراوح ما بين (4 – 5) متر فقط.
وفقاً للحسابات التصميمية سيكون لدينا 400 شجرة في كل 10 آلاف متر مربع، قد تزيد وتنقص بحسب نوع الأشجار، وقد تتداخل أيضاً إذا ما وضعنا في الحسبان زراعة الأشجار ذات النمو الأرضي التي تستخدم كمصد للرياح الأرضية.
يتم اختيار الأشجار التي لا تحتاج إلى السقي بعد سنوات من زراعتها، هذا إن كانت التربة طينية، لكن في حالة البصرة التي تحتوي على تربة رملية فإن تلك الأشجار تحتاج إلى سقي مستمر.
اقترحنا استخدام وحدات معالجة مياه المجاري التي تحتوي على نظام تنقية للمياه، ولو بنسب أملاح تتراوح ما بين (1000-2000) تي دي أس.
من الأشجار التي تصلح للأحزمة الخضراء، المانكروف والكاربس والأثل والنخيل والسدر، ولا تستغرق زراعة الحزام الأخضر أكثر من سنة واحدة إذا ما باشرنا العمل من دون معوقات ونحتاج إلى الآتي:
- أنبوب مياه نقل رئيسي، أنابيب نقل مياه فرعية، مضخات تشغيل تعمل على الطاقة الشمسية.
- أحواض لتجميع المياه، أعمال تسوية التربة، محسنات التربة كالبوليميرات والمواد الجلاتينية (تساعد التربة على الاحتفاظ بالماء).
- مقرات الإدارة، تنصيب تقنيات السقي الحديثة التي تدفن تحت التربة وتسقي بالتقطير.
المعوق الأول والرئيسي للبدء بمشروع الأحزمة الخضراء هي الشركات النفطية، التي تعارض إنشاء الأحزمة الخضراء لأنها تقع ضمن المحرمات النفطية.
قانون المحرمات النفطية رقم 84 لسنة 1985 الذي أسس لمفهوم المحرمات النفطية أصبح وبالاً علينا، (74.6%) من أراضي البصرة عبارة عن محرمات حقول وأنابيب نفطية.
تمويل إنشاء الأحزمة الخضراء ممكن عن طريق الدول المانحة التي تمول أي مشاريع تحارب التغيرات المناخية، وكلفة إنشاء الأحزمة الخضراء لا تتجاوز 200 مليون دولار، بينما الاتحاد الأوربي خصص للعراق مبلغ 2 مليار لهذا الغرض.
من الممكن تمويل الأحزمة الخضراء أيضاً عن طريق الدول التي تسبب انبعاثات حرارية تلوث المناخ، فهذه الدول، ملزمة بحسب الاتفاقات الدولية بشراء مساحات خضراء في أي دولة في العالم، كتعويض عن التلوث الذي تسببه.
هذه الحلول تجعل مشروع إنشاء الأحزمة الخضراء بالمجان ومدفوع الثمن، لا بل سيكون مربحاً، لأن هذه المساحات ستتوسع سنوياً، وهذا يعني مبالغ أخرى تدفعها تلك الدول.
هناك عدة أماكن مقترحة في البصرة لإنشاء أحزمة خضراء:
1- طريق الفاو – بصرة
2-الشوارع الخارجية المهمة كطريق البصرة – الناصرية
3- حول قضاء الزبير
4- حول ناحية سفوان
5-المنطقة الممتدة من منفذ الشلامجة الحدودي باتجاه مدينة البصرة.
