تفاصيل موسعة عن سنوات الجفاف
مات ثلث جاموس العراق ونزح 400 ألف نسمة من الأهوار و”أيام الخير” قد لا تعود.. خبير
بغداد – 964
قال خبير بيئي بارز إن الأهوار فقدت مناسيب مياه بأكثر من متر ونصف، بينما تسببت أعوام الجفاف في خسارة ثلث الجاموس العراقي، ونزوح 400 ألف نسمة إلى أطراف المدن، دون وجود مؤشر على عودة الأمور الى سابق عهدها، حتى الآن.
العراق سيشهد سنة رطبة جداً ونصف مزارعنا ستروى بالآبار.. متحدث الموارد المائية
جاسم الأسدي – الخبير البيئي، في حديث مع الإعلامي سيف علي، تابعته شبكة 964:
الأهوار العراقية الرئيسية الثلاثة هي الأهوار الوسطى، وهور الحمار (غرباً)، وهور الحويزة، وهي الأهوار الأكثر تضرراً.
اذا اردنا التحدث عن الاهوار الرئيسية الثلاث، فسنتحدث عن المياه العذبة التي ترفد هذه الأهوار سواء كانت من دجلة أو الفرات، اليوم فعلياً الأهوار في عين العاصفة، والمناسيب انخفضت بشكل كبير جداً، حيث وصل منسوب المياه القادم من الفرات في هور الحمار والأهوار الوسطى، إلى حوالي 37 سم عن مستوى سطح البحر بعد أن كان عام 2019 بحدود 194 سم عن مستوى سطح البحر، يعني أننا خسرنا متر و60 سم من ارتفاع عمود الفرات.
الإغمار حالياً في الاهوار العراقية لا يتجاوز 8%، بينما وصل في عام 2019 لحدود 96%، ولم يتبق من الاهوار اليوم سوى القنوات العميقة، وهذا ما أثر في اقتصاديات السكان المحليين، والتي تقوم على المياه.
هناك إحصائية لوزارة البيئة ظهرت مؤخراً، تقول إن عدد العوائل التي هاجرت من الأهوار يقدر ب68 الف عائلة، وإذا ما ضربنا هذا العدد بمعدل 5 أفراد، فهذا يعني ان 400 إنسان هاجروا من الأهوار إلى مراكز المدن.
تبلغ مساحة الأهوار 9650 كم مربع، وفي عام 2005 وضع مركز إنعاش الاهوار في وزارة الموارد المالية خطة لغمر 5600 كم متر مربع فقط.
أعتقد أن الصيف القادم سيكون قاسياً على المناطق الزراعية من جهة، وعلى الأهوار والأراضي العراقية الرطبة من جهة أخرى، باعتقادي سيكون هناك المزيد من التدهور البيئي، ومزيد من التصحر، فاليوم 70% من الأراضي العراقية متصحرة، وأعتقد أن هذا الرقم سيتصاعد.
العام الماضي قمنا بتخفيض الخطة الزراعية إلى 50% عما كانت عليه، واعتقد أن الصيف القادم سيشهد تخفيضا آخر في الخطة الزراعية، لعدم وجود مياه كافية، فمن أين نأتي بالمياه وليس لدينا مياه حية في الخزانات والسدود، فكل ما لدينا هو 5 مليار متر مكعب، والشتاء الحالي إلى حد الآن قاس وكميات الأمطار الواردة قليلة.
سيكون هناك مزيد من الهجرة مزيد من العشوائيات في المدن واطرافها، مزيد من حالات الطلاق والمشاكل الاجتماعية في المناطق الزراعية والأهوار، ومزيد من الصراع على المياه بين المحافظات، كذلك ارتفاع معدلات الفقر وتدهور الوضع التعليمي.
خسرنا 33% من قطعان الجاموس، وسنخسر المزيد، والتلوث سيصبح في أشده، خصوصاً التلوث بواسطة الصرف الصحي، فكل المياه التي تذهب لكل من السماوة والبصرة والعمارة والناصرية، هي مياه ملوثة ومياه صرف صحي، وليست مياها طبيعية كما في السنوات السابقة.