المدى تعرض مواقفه الوطنية
فيديو: استذكار نخبة العراق لمحمد حديد.. أنجب “زها” وأدار أموال العهد الجمهوري
شارع المتنبي (بغداد) 964
أقام بيت المدى للثقافة والفنون جلسة استذكر خلالها السياسي العراقي البارز محمد حديد، الوزير في العهدين الملكي والجمهوري، في جلسة ادارها الباحث رفعت عبد الرزاق، وتحدّث فيها مؤرخون عن حياة حديد الاجتماعية والسياسية.
رفعت عبد الرزاق – مدير الجلسة لشبكة 964:
ولد محمد حديد لعائلة ثرية في الموصل في العام 1907، وكان والده الحاج حسين حديد اللهيبي من كبار تجار مدينة الموصل، وقد أتاح له ذلك الفرصة لإكمال دراسته الثانوية في كلية ملحقة بالجامعة الأميركية في بيروت منتصف العشرينيات ليتخرج منها بعد عامين.
سافر إلى لندن لإكمال دراسته الجامعية في العام 1928 وانتسب إلى مدرسة لندن للاقتصاد والعلوم السياسية وهي أحد كليات جامعة لندن العريقة، وفي حزيران 1931 أنهى دراسته مع مرتبة الشرف، حيث تعين في أيلول من العام نفسه في وزارة المالية بوظيفة مفتش مالي.
تزوج محمد حديد من وجيهة الصابونجي وأنجب منها ثلاثة أولاد: المعمارية الشهيرة زها حديد وهيثم وكان يعمل كاتبًا، وخبير الشأن العربي فولاذ حديد.
تأثر حديد بأعمال سيدني ويب، هيو دالتون، جون ماينارد كينز وغيرهم من الاقتصاديين والاشتراكيين الذين كانت أفكارهم تبشر بنظام اجتماعي جديد بعد أعقاب الإمبراطورية العثمانية.
كان يحظى باحترام مختلف الأوساط السياسية في العراق، حتى أن شخصية مثل كامل الجادرجي، والذي كان شحيحاً بإطلاق صفات المدح على الآخرين، قال في مذكراته إنه لم يجد شخصية تجتمع فيها الوطنية والإخلاص والأخلاق مثل محمد حديد.
د. علي الربيعي – سياسي مستقل:
تأثر محمد حديد بالاشتراكية، وعند عودته إلى العراق أراد ترجمة تأثره هذا بالعمل السياسي، وقد أصدر مع مجموعة من زملائه جريدة الأهالي.
كان أدوراه وأهدافه وطنية، ومنذ دخوله جماعة الأهالي كان متميزا بأفكاره الوطنية التي تبناها.
عين وزيرا للتموين سنة 1946 وشغل بعدها منصب وزيرا للمالية ضمن التشكيل الوزاري للحكومة العراقية الأولى بعد انبثاق ثورة 14 تموز 1958 حتى سنة 1960،حيث استقال من منصبة وعاد لمزاولة النشاط السياسي في تشكيل الحزب الديمقراطي التقدمي وإصدار جريدة البيان.
د. عامر حسن فياض – أستاذ العلوم السياسية:
أريد طرح ثلاثة أسئلة، الأول: كيف تعرف محمد حديد على الاشتراكية؟ والثاني: أي ضنف اختاره من الاشتراكية ليتبناه؟، والثالث: لماذا اختار هذا الصنف؟
لقد كان محمد حديد حركياً، ولم يكن مفكرا، بمعنى إنه كانت له حركية وممارسة سياسية، بدأها من بيروت، ثم في بغداد.
طالما تتعلق الأسئلة بالاشتراكية، فإن محمد حديد يعد من الرعيل الثاني، وقد سبقه في ذلك حمدي الباججي، ومزاحم الباججي والصحفي محمد عبد الحسين الذي كتب عن الاشتراكية في العشرينيات، وآخرون غيرهم.
والرعيل الأول بعد الممهدين في الفكر الاشتراكي هم جماعة صحيفة “الصحيفة”، ومنهم حسين رحال وعبد الله جدوع وإبراهيم قزاز وعبد الحميد رفعت.
والرعيل الثاني بعد الأول، كان أفراده منشغلين بالتنظيمات السياسية، وكانت حينها الأحزاب تتشكل لأسباب وقتية وطارئة، وعلى رأسهم محمد حديد وعبد الفتاح إبراهيم ودرويش الحيدري ونوري روفائيل.
فيما بعد، اجتمعت هذه الجماعات، أي جماعة بيروت وجماعة بغداد وجماعة الجادرجي وحكمت سليمان وجعفر أبو التمن، كلها في جريدة الأهالي، من خلال عبد الفتاح إبراهيم عام 1932.
في العودة إلى الأسئلة الثلاثة، فقد التقيت به في العام 1976 فقال: تفتح ذهني بالقراءة من خلال قراءة الملحق الأسبوعي لجريدة السياسية المصرية، ومتابعة كتابات محمد حسنين هيكل وعبد الله عنان وسلامة موسى.