يتجاهله "جناية" بغداد والبصرة
لماذا “الكُمبُك” النجفي؟ الطير الأنيق المبارك يحلق وحده ويتكاثر ببطء والبطل للبطلة
النجف – 964
رغم أنه يتعرض للتجاهل في بغداد والبصرة، لكنه طير كأن ريشه ثوب بتفاصيل معقدة ومصممة بعناية فائقة، من قمة الرأس حتى نهاية الأصابع. مع “الكُمبُك” النجفي، لا يوجد جزء من الجسد إلا مع تكوين خاص هو غاية الأناقة، ولعل هذا ما يفسر نجاح أهل النجف في تحويله من صنف خاص ببيوتهم القديمة التي رأت فيه “البركة الغامضة”، إلى حمامة تباع في الخليج ووصلت حتى ليبيا، بأسعار هي الأغلى، خصوصاً حين أثبتوا أن “تكاثره البطيء” عامل أساسي في حفظ “سلالة صافية” يصعب تهجينها، واتخذوا بعد ذلك قراراً في المسابقات السنوية التقليدية: الطائر البطل الفائز في ختام المسابقة يجب أن يتزوج “البطلة”، وفاءً لنقاء السلالة عبر قرون من الزمن.
بعمر محلات السور القديم
يستغرب كثير من المتابعين اهتمام النجف بهذا الطائر والمبالغة في أسعاره وتأسيس النادي الخاص به وتنظيم مسابقات سنوية لأوصافه وجماله، فضلاً عن سعره المرتفع، لكن مربي الحمام في النجف لا يأبهون بذلك بل يتفاخرون بأن عمر طائر الكمبك (بضم الكاف والباء) يمتد مع عمر المدينة بمحلاتها الأربع داخل السور القديم، ويحرص السكان منذ قرون على تربيته للزينة و”البركة”، وفقاً لحكايا يتحدث عنها مسؤولو “نادي حمام الكمبك”، إذ ينحدر من سلالات تُعتبر من بين الأغلى والأندر في العالم.
يصفق وجبهته عالية ومنقاره قصة
ولطائر “الكمبك” مواصفات تمكنه من التنافس في مسابقات الجمال، كصفق الجناحين، والمنقار والجبهة “الناطحة” المميزة، وله 3 ألوان: الأبيض، الأسود، والزنكي.
تتراوح أسعاره من مليون حتى 25 مليون دينار! حسب درجة النقاوة (في الفصيلة) ودرجة الجمال، وهو مطلوب من الهواة والمربين داخل العراق وخارجه كالسعودية وأستراليا والكويت وسلطنة عمان وليبيا والبحرين ودول أخرى.
بغداد والبصرة: يحلق منفرداً ويتكاثر على مهل ولا نفضله!
شبكة 964 تحدثت مع مربي طيور في بغداد والبصرة حول هذا الطائر، حيث ذكروا أنهم لا يفضلون هذا النوع وهو لا يتوفّر في مدنهم، ويرجحون التركيز على تلك الأصناف المعروفة بقدرتها على الطيران ضمن مجموعات، والتكاثر بسرعة، خلافاً لطيور الكمبك التي “تحلق منفردة، وتتكاثر على مهل لحفظ السلالة النقية”.
ويُسمى “الكمبك” في بغداد بالقبرصي النجفي، أو الزنكي إذا كان لونه أسوداً، كما تختلف تسميته وفقاً للونه فلكل لون منه اسم مختلف.
أناقة الريش ولون العين.. حكم بحريني في البصرة اختار أجمل حمامة (فيديو)
صور: النجف تحرر المئات من طيور "أبو بسيلة".. والصيادون: لكنه طبق شتوي لذيذ!
كاظم المياحي – مدير نادي الحمام الكمبك النجفي لشبكة 964:
توارثنا تربية الطائر من أجدادنا، ومنذ تأسيس المدينة القديمة لم يكن هناك بيت يخلو من هذا الطائر الذي يربيه الأهالي للزينة والبركة.
نحن نحبه لأنه طائر جميل ونقي السلالة لم يدخل عليه أي تهجين، وله مواصفات جميلة كناطح الرأس ومنقاره القصير و”كعكولة الرأس والصدر” وصفق الجناحين عندما يطير.
يعد من أصناف طيور الزينة، ونقيم معرضاً سنوياً لطائر الكمبك الذي يسمى أيضا المسكي، وتختار لجنة التحكيم أجمل 3 طيور وتحصل على جوائز مادية.
شريف البدري – مربي طيور الكمبك لشبكة 964:
لا نقتني طائر الكمبك كهواية فحسب، بل من أجل المتاجرة، فهو مطلوب من مربي الطيور في عدة بلدان.
لدينا علاقات وصداقات وعمل مع الهواة في تلك الدول، وجميعنا نحب هذا الطائر الأصيل غير المهجن الذي حافظ على سلاسته النقية على مدار قرون.
فراس گمرة – مربي طائر الكمبك لشبكة 964:
مربو الطير من باقي المحافظات قليلو الخبرة بهذه الفصيلة، ولديهم أسئلة دائمة للاستفادة من خبرتنا خلال محاولتهم إنتاج المستويات التي نقوم بتكثيرها.
نعرف هذه الطيور حق المعرفة وبأدق التفاصيل، وندلّهم على طريقة شراء الكمبك الصحيح المميز الحاصل على مراكز في المسابقات والفائز بعدة معارض للطيور.
النجفيون يحاولون تحسين هذا الطير دائماً لذلك نقيم معارض سنوية وندعو بقية البلدان ودول الخليج للتعرف على الكمبك.
لأننا مدينة المنشأ لهذا الطير، فإننا ننتج أفضل أصنافه، من خلال تزويج “البطل” من “البطلة” في نهاية المسابقات، فهذا الطائر يعتمد على السلالات مثل الأحصنة.