ملتزمون بالقانون
الشوي على خشب حمضيات ديالى ليس كغيره.. الفحامة في أفضل حال والمنتوج إلى البصرة
(ديالى) 964
تشهد مهنة صناعة الفحم في محافظة ديالى، نشاطاً غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة بعد الاستقرار الأمني الذي أتاح للفحامة، التنقل بين البساتين، وشراء الحطب، ويقولون إنهم استفادوا أيضاً من تجريف البساتين وتحويلها إلى مناطق سكنية.
ولشوي اللحوم على أخشاب أشجار الحمضيات مزايا عديدة تنعكس بشكل مباشر على النكهة، ولذا يحرص أصحاب المطاعم المهمة على تجنب استخدام الفحم الصناعي، ويفضلون الفحم المنتج محلياً في ديالى.
مهند حامد – فحام لشبكة 964:
في السنوات السابقة لم نكن نستطيع العمل كما الآن، بسبب الوضع الأمني وصعوبة دخول المزارعين إلى بساتينهم والاعتناء بها وإخراج الحطب منها لبيعه لنا، كما في بساتين الوقف قرب مناطق (ابوصيدا) والمقدادية خوفاً من تعرضهم لهجوم إرهابي أو انفجار عبوات ناسفة.
في الوقت الراهن عدنا للعمل ونلتزم بالقانون بعيداً عن المناطق السكنية، لمنع تعرض المواطنين إلى أضرار تنفسية من الدخان.
يتم تزويدنا بالحطب والخشب من كل مناطق ديالى، وخاصة أطراف بعقوبة والمقدادية وخانقين.
مهنة "الدخان الأسود".. ديالى تمنع صناعة الفحم رسمياً وتغلق "الكوَر" (صور)
يضيف مهند حامد:
نشتري مختلف أنواع الحطب ونصنع كافة أنواع الفحم حسب الطلب، والفحم الذي يصنع في العراق يتفوق على المستورد من ماليزيا وأستراليا وروسيا وغيره، باعتباره لا يحوي أي روائح وقود ويصنع بشكل حقيقي بلا عمليات تسريع للاحتراق عبر الكور الخاصة بنا.
أجود أنواع الفحم، هو فحم الحمضيات والغَرَب والكالبتوز والرمان، وهناك طلب كبير عليه في ظل توسع وانتشار المطاعم في العراق، إذ يصل الفحم الذي نصنعه إلى كثير من المحافظات العراقية ومنها الأنبار والبصرة لأن ديالى معروفة بأشجارها وفحمها.
أسعار الفحم تحدد حسب حجم الكيس فيتراوح بين 3000 دينار و7000 و1000 دينار.
الدخان صار جزءاً من حياتنا ونستنشقه على مدار الساعة، ولذلك نعشق هذه المهنة ولا يستطيع أي شخص العمل بها بسبب صعوبتها ومخاطرها، خاصة وأن الكثيرين فارقوا الحياة بسببها بحوادث حرائق وأمراض.
فيديو: ما أجمل لهجة ديالى هذه.. طريقة صنع "جاون المدكوكة" من جذع السدرة في بهرز
أحمد علي – صاحب مطعم لشبكة 964:
لدينا أنواع محددة من الفحم، نستخدمها في شواء الطعام في المطاعم، فالبعض يشتري المستورد المعروف بالكرستالي وهو ماليزي لأنه ثقيل ويدوم فترة أطول.
معظم أصحاب المطاعم، وأنا منهم يفضلون الفحم المصنوع من خشب الغرب وهو هادئ الاحتراق ويستخدم في شواء الدجاج بشكل خاص.
أما بقية أنواع الفحم، كفحم أشجار الليمون والبرتقال والرمان والتوت فتستخدم في شواء السمك المسكوف واللحم وهو يضيف رائحة زكية للطعام، كما تستخدم هذه الأنواع أيضاً مع فحم الكالبتوز في شواء الكباب.
في المطاعم وخاصة الشعبية المعروفة، لا يتم استخدام الفحم المستورد لأنه يصنع باستخدام مواد وقودية تساعد على تسريع عملية الاحتراق، وبالتالي فإنه يترك روائح غير مرغوبة في الطعام والمشويات.
صور: موسم مبشر والإنتاج سيتضاعف أكثر.. ديالى تحصد بطاطا "أريزونا" و"ليدي روزيتا"
هيثم رائد-باحث في الشأن البيئي وحقوق الإنسان لشبكة 964:
صناعة الفحم في العراق وديالى تحديداً تحتاج إلى تنظيم باعتبارها من أهم الصناعات المرتبطة بأرزاق العاملين فيها، وعمل المطاعم واحتياجات المواطنين المنزلية فيما يخص الشواء.
بقاء صناعة الفحم في الهواء الطلق وما تخلفه هذه الصناعة من انبعاثات وغازات وأدخنة في البيئة، سيترك أضرار كبيرة ولابد من اتخاذ إجراءات حكومية تسهم بتحويل العمل في صناعة الفحم داخل أماكن مغلقة ونصب أجهزة تقوم بتنقية ومعالجة الدخان المنبعث وطرحه في الهواء بلا ملوثات.