المداخل مغلقة بوجه القراء والكتب
فيديو: هدوء موحش في سوق الحويش النجفي.. شاهدوا هذه الدرابين قبل أن تختفي!
النجف – 964
ربما لا يوازي سوق الحويش في الأهمية إلا شارع المتنبي في بغداد، فبورصة الكتب النجفية تضم مكاتب ومخازن كبرى لأندر الوثائق التاريخية، لكن الدخول إلى الحويش صار معقداً للغاية، بسبب بعض مشاريع توسعة صحن الإمام علي بن أبي طالب التي لم تصمم مسارات مريحة لدخول القراء.
ووثقت كاميرا 964 جانباً من تراجع الحركة الواضح، ويستذكر الكتبيون أيام ازدهار السوق الذي لا يختص بالكتب الدينية والحوزوية، ويقول الحاج محمد حسن إنه في هذا السوق، منذ كان ثمن طبعة من كتاب “بحار الأنوار” توازي سعر منزل، ورغم هذا كان القراء النجفيون يصرّون على ملء مكتباتهم، كما أن من عادات النجف، أن يشتري الناس كتباً في أشهر رجب وشعبان ورمضان، ويضعونها في المساجد والحسينيات طلباً للثواب.
ويتحدث صاحب مكتبة الزهراء بألم بالغ، عن تلقيه إجابات “غير لائقة” من الجهات الرسمية، رداً على مطالبات الكتبيين بتسهيل دخول الناس والكتب إلى الحويش.
شباب المتنبي يظنون أنهم آخر جيل يقرأ.. إقبال على شعر درويش و"محاط بالحمقى" (فيديو)
محمد حسن – صاحب مكتبة الزهراء لشبكة 964:
هذا السوق قديم جداً وهو من زمن الإمام علي بن أبي طالب، ويعد مقصداً للعلم والعلماء من مراجع الشيعة القدماء والحاليين.
اشتهر هذا السوق بباعة الكتب وسبقهم وجود البزازين، ويجب تشجيع الكتاب والعاملين في هذا المجال، دون محاربتهم وقطع أرزاقهم.
إغلاق الباب أدى إلى توقف العمل، ولا نستطيع جلب المزيد من الكتب، والزوار لا يعرفون الطريق البديل، فقد يستغرق الوصول للسوق ساعة، وطالبنا الجهات المعنية بفتح السوق وكانت الأجوبة غير لائقة.
زوارنا من كل المحافظات، فضلاً عن دول الخليج من (الكويت، البحرين، السعودية) لشراء الكتب من هنا.
لم يؤثر الإنترنت على عملنا، والناس مازالوا يشترون الكتب، في القدم كان بعض الناس يبيعون مقتنيات المنزل لشراء الكتب، إذ كان سعر كتاب “بحار الأنوار” في زمن صدام 2000 دينار، وهو يعادل شراء منزل، وفي كل بيت من بيوت النجف ما لا يقل عن 20- 25 كتاباً.
الناس في أشهر رجب وشعبان ورمضان يشترون الكتب ويضعونها في المساجد طلبا للثواب.
زمان هادي – صاحب مكتبة الحكمة لشبكة 964:
رواد سوق الحويش من مختلف الفئات منهم طلبة الحوزة العلمية، والجامعات والدراسات العليا والأساتذة، والشباب الذين يبحثون عن كتب الروايات والتنمية البشرية.
يطلب الشباب الروايات العالمية للكاتب “دوستوفيسكي” و”أجاثا كريستي”، كذلك كتب التنمية البشرية “العادات السبعة” “لغة الجسد” و”فن قراءة العقول”.
يأتي سوق الحويش بالمرتبة الثانية بعد شارع المتنبي، وتشير المصادر إلى أن السوق بوضعه الحالي تأسس عام 1906 م.
عملية توسعة العتبة وإغلاق باب السوق أثرت بشكل كبير على المبيعات التي انخفضت بنسبة 70%، لأن الزوار لا يعرفون الطرق البديلة المؤدية إلينا.
تزور النساء أيضاً هذا السوق، و”الملّايات” يقتنين الكتب في أوقات القرايات، إلى جانب طالبات الجامعات.