ساطع عمار حاوره في ملتقى فلسفي
اجتثاث صدام حسين “إعدام من لا يعدم”.. فارس حرام يوقع كتابه في كربلاء (صور)
كربلاء – 964
استضاف “الملتقى الفلسفي” في كربلاء، الباحث والشاعر العراقي فارس حرّام بحفل لتوقيع كتابه “أرض جاهزة للفاشيين.. تقرير عن إعدام من لا يُعدم”، في محاضرة شهدت حضوراً واسعاً من مثقفي المدينة، حاوره فيها ساطع عمار على قاعة نادي الصحافة وسط المدينة.
فارس حرام في كربلاء غداً.. عن "فكرة الاجتثاث المستحيلة" و"أرض جاهزة للفاشيين"
فارس حرّام – باحث وشاعر عراقي لشبكة 964:
سعيد جداً أن أكون بين جمهور كربلاء العزيزة، وهو لم يخيب ظني فيه لما سمعته منهم من مداخلات وأسئلة ذكية ومفصلية حول موضوع المحاضرة.
تمحورت المحاضرة حول نفي فكرة أن الاجتثاث بوصفه الطريقة المثلى لإنشاء نظام سياسي جديد بعد سقوط نظام الاستبداد، وقلت إن الاتكاء على الاجتثاث لوحده هو وهم وإن الائتمان إليه والإيمان به هو عملية عبثية.
يعتقد قادة النظام الجديد أن الاجتثاث هو عملية مادية تقوم على إعدام القادة وتصفيتهم وإبعادهم عن مناصب الدولة، وإزالة الرموز والصور من الشوارع، وإنهاء وجودهم من برامج التربية والتعليم، لتقويض الاستبداد وهذا كما قلت وهم.
الاستبداد يقوم على الثقافة لأنه قيم ثقافية تتحرك داخل روح المجتمع، تُشكل لاحقاً الثقافة السياسية. الاجتثاث بعد سقوط نظام صدام حسين ركز على القيم المادية وأغفل معالجة القيم الاستبدادية.
المفارقة أن هذه القيم شكلت لاحقاً عملية إنشاء المستبدين الجُدد، وهذه القيم شكلت البيئة المناسبة لاستعانة القوى السياسية الجديدة بهذا الإرث، متحكمة بالمجال العام العراقي، الذي استخدمت فيه أدبيات هذا الإرث وقوانينه من أجل السيطرة من جديد على مقدرات الناس.
ما زال الكثير من الناس يعتقدون أن الخلاص يكمن بالنظام الاستبدادي وهذا خطرٌ ما بعده خطر، وهذا هو الإرث الذي كان على النظام الجديد أن يجتثه لا أن يتجه نحو الاجتثاث المادي فقط.
كان هذا الموضوع هو الذي قدمته في محاضرتي والذي هو جزء من كتابي الأخير الذي تم الاحتفاء به وتوقيعه في الملتقى الفلسفي في كربلاء.