على لسان ابنه حيدر
سطور من حياة عميد الزورائيين الراحل في كربلاء وصور من المقهى الشهير في العباسية
كربلاء – 964
الراحل علي عبدالكاظم الوزني، لم يكن مجرد مشجع لنادي الزوراء، بل عاشقاً للنوارس بكل شروط العشق، حتى أنه غيّر مهنته وترك الحدادة، من أجل افتتاح مقهى.. قرر منذ لحظة تأسيسه أن يكون معقلاً لجمهور الزوراء في كربلاء، وبالفعل، تحوّل مقهى “الزوراء” في شارع العباس منذ تأسيسه عام 1982 إلى مقر لتجمع الجماهير وانطلاقها لمساندة الزوراء في كل محافظات البلاد، كما أسس صندوقاً يجمع فيه التبرعات، لمكافأة اللاعبين الذين يحققون إنجازات أو يقدمون أداء مميزاً، ويتحدث حيدر علي، نجل الراحل الوزني، عن أيام والده، وقد ورث إدارة المقهى الذي مازال يحافظ على وصية الأب المؤسس.
كل ملاعب الزبير تعرف أبو عادل.. يبيع الداطلي للجمهور ويشجع الطلبة بلا توقف
حيدر علي عبد الكاظم الوزني – صاحب مقهى الزوراء، لشبكة 964:
أبي كان مشجعاً رياضياً فوق العادة، كان يشجع نادي الزوراء منذ نعومة أظفاره، يذهب إلى مباريات نادي الزوراء أين ما تكون.
كان يعمل حداداً (حداد تسليح)، قبل أن يقرر ترك مهنته إلى غير رجعة، والذهاب بعيداً متبعاً شغفه بتشجيع نادي الزوراء، إذ افتتح مقهى عام 1982، وسماه مقهى الزوراء الرياضي، والذي أصبح مقراً لرابطة مشجعي النادي في كربلاء والرياضيين، وانتخب سنة 1991 رئيساً للرابطة.
سخّر الوالد المقهى لخدمة النادي ولاعبيه وجماهيره، وكان ينظم تجمع حافلات المشجعين التي تقف أمام المقهى الذي يقع في شارع العباس مجاور دائرة بريد كربلاء، وقد تصل إلى 13 حافلة، للتوجه نحو مباراة فريق الزوراء في أي مكان من البلاد.
والدي لم يكن يوماً لاعب كرة قدم، لكنه أحب الزوراء كثيراً وعشق تشجيعه، كان يصف حبه للنادي مثل حبه لأمه وأبيه، كان دائماً يضرب أمثلة حين يُسأل عن سر حبه للنوارس، يقول “كل قلب سليم هو أبيض، النية النظيفة هي بيضاء، حتى عندما يموت الإنسان يُلف بكفن أبيض”، كان كل ما هو أبيض يربطه بالزوراء.
أسس والدي علي الوزني مع أعضاء الرابطة صندوقاً لجمع التبرعات للاعبي النادي، يُخصص للاعبين الذين يقدمون أداءً جيداً في المباريات، أو من يسجل عدداً كبيراً من الأهداف، وبقى وفياً لحين وفاته سنة 2019.
زار المقهى العديد من نجوم نادي الزوراء، منهم المرحوم أحمد راضي، سلام هاشم، ليث حسين، حبيب جعفر، كريم صدام، شاكر محمد صبار، قاسم أبو حمرة وغيرهم.
رضا مشكل حسين – رئيس رابطة مشجعي نادي الزوراء في كربلاء:
لحرصه الكبير على مستقبل الرابطة، كان علي عبد الكاظم الوزني يصارع المرض في المستشفى، أوصى حينها وفداً من نادي الزوراء عندما زاره، بأن أتسلم منصب رئيس رابطة مشجعي نادي الزوراء في كربلاء، بعد رحيله، وهذا ما حدث.
ما زال الكثير من لاعبي الزوراء الرواد عند زيارة كربلاء يأتون للمقهى حباً بأبي حيدر (علي الوزني)، ويستذكرون تلك الأيام.