قصعة فطور وغداء دسم
صور من داخل “الشوربة خانة” في الأعظمية وهذه قصتها من الفكرة إلى التوسع والانتشار
الأعظمية (بغداد) 964
باتت الشوربة خانة في منطقة الأعظمية ببغداد، واحدة من أكبر المشاريع الإغاثية التي تقدم وجبات الطعام بشكل يومي للمحتاجين مع جملة من المشاريع الخيرية، بعد أن كانت قبل عشر سنوات مجرد فكرة صغيرة لطبخ الطعام في الشارع وتقديمه للمحتاجين، ويتحدّث مسؤول قسم الإغاثة في المشروع أياد العبيدي لشبكة 964 حول فكرة المشروع وتأسيسه وما يقدمه اليوم للمستفيدين.
"الموصل أم الفقير".. فيديو من شارع النجفي وفطور "شوربة خانة" المجاني
يكتب على بابه "للفقراء مجاناً".. أبو مولود المعظماوي مازال يبيع التمن ومرق بـ 2500
اياد العبيدي – قسم الإغاثة في المشروع، لشبكة 964:
الشوربة خانة مطعم مجاني ومبادرة خيرية تطوّعية غير هادفة للربح، هدفها الوحيد هو إغاثة العوائل المحتاجة ومكافحة الفقر والجوع.
يستمد المشروع ديمومته من تبرعات المحسنين وبجهود ذاتية دون أي دعم أو مساعدة من الجهات الحكومية أو السياسية والحزبية التي نرفضها بشكل قاطع.
صاحب فكرة المشروع هو الشيخ محمد سمير العبيدي، وطباخ المشروع هو ضياء الدليمي، وقسم الإغاثة بمسؤوليتي، اياد العبيدي، بينما مسؤول قسم الفريق التطوّعي أسامة العزاوي.
المطعم المجاني يقدم وجبتي طعام كل يوم منذ تأسيسه في عام 2014 وحتى اليوم.
الوجبة الأولى فطور صباحي يشمل البيض والأجبان والصمون بالإضافة إلى الطبق الرئيسي وهو حساء الشوربة.
وجبة الغداء تشمل مختلف أصناف الطعام وحسب المواد المتبرع بها من قبل المحسنين وهي في العادة الرز ومرق الفاصوليا والقيمة واليخني والتبسي وتشريب اللحم وتشريب الدجاج والطرشانة.
في رمضان يُضاف إلى هذه الوجبات اللبن والتمر والعصائر والفواكه والحلويات.
آلية توزيع الطعام تكون بطريقة “القصعة” حيث تأخذ كل عائلة الطعام بالقدور والأواني التي تكفي حاجتها.
تدرس إدارة الشوربة خانة حالياً إضافة آلية جديدة لتقديم الطعام للمستفيد داخل المطعم لكل نفر وليس لكل عائلة.
المشروع يقوم على أساس التطوّع والتبرع وإعادة تدوير الخيرات كحلقة وصل بين المحسنين والفقراء المحتاجين بآلية تحفظ كرامة المستفيد وتضمن للمتبرع وصول صدقاته إلى العوائل الأكثر استحقاقاً.
انبثقت فكرة الشوربة خانة من رحم معاناة المجاعة والتشرد التي لحقت بمئات الألوف من العوائل النازحة من المحافظات التي شهدت عمليات عسكرية بسبب سيطرة ما يسمى “تنظيم الدولة الإسلامية” عليها ما جعل الحاجة ماسة لإنشاء مشروع يتبنى إغاثة النازحين وتوفير الطعام والشراب والملابس والمسكن لهم نتيجة ضعف الدور الحكومي في رعايتهم.
تأسيس الشوربة خانة مر بمراحل بدأت من الطبخ في الشارع إلى بناء كشك صغير ثم كرفانات متنقلة وانتهت بالحصول على موافقة من بلدية الأعظمية لتنظيف وتأهيل مكب نفايات يشغل مساحة كبيرة من الأرض المجاورة لجامع الإمام الأعظم وتحويله إلى حديقة تتوسطها بناية المطعم المجاني التي تتضمن مطبخاً ومخزناً ومخبزاً وإدارة بالإضافة إلى مركز لتحفيظ القرآن الكريم.
تتنوّع الفئات المستفيدة من المطعم المجاني، يأتي في مقدمتهم النازحون والعوائل المتعففة وعابرو السبيل وطلبة العلم، وكل من يأتي إلى الشوربة خانة ويطلب الطعام يجده، بغض النظر عن كل التفاصيل.
تطوّرت الشوربة خانة وأصبح لها فروع عديدة في بغداد، كما استُنسخت فكرتها في مدن ومحافظات عدة مثل الأنبار والموصل وسامراء، بالتنسيق والتعاون مع الشوربة خانة والاستفادة من تجربتها الناجحة.
الشوربة خانة ليست مطعماً مجانياً فحسب، بل هي رسالة إنسانية للتكافل الاجتماعي ألهمت العديد من الشباب للتطوّع في خدمة المحتاجين كلاً حسب قدراته وإمكانيته فأصبحت الشوربة خانة قبلة للشباب الراغبين في التطوّع انطلاقاً من كونها ملاذاً للفقراء والنازحين.
انبثق من الشوربة خانة العديد من المبادرات التطوّعية مثل العيادة القانونية المجانية والمخبز المجاني ومشروع الكسوة المجانية ودورات تحفيظ القرآن ومحو الأمية وحملات تشجير الشوارع وتأهيل المدارس ومشروع براد حفظ النعمة ومشروع سلة الخيرات ومشروع إفطار صائم ومبادرة لمة وطن ومبادرة المنصة الثقافية وغيرها العديد من الحملات التطوعية وندوات التوعية.
نطمح إلى تشريع قانون الأمن الغذائي الذي يضمن لكل مواطن حقوقه الأساسية في الحصول على الطعام والشراب من خلال مصرف طعام مجاني في كل محافظة لتوفير الغذاء للفئات التي ترزخ تحت خط الفقر لمكافحة الجوع، ورسالتنا أن لا نرى جائعاً أو محتاجاً في العراق.
نتمنى من الجهات المختصة أن تقدم لنا تسهيلات في عملنا بدل التضييق علينا من أجل الحصول على رشى مقابل تركنا نزاول نشاطنا الإغاثي التطوّعي المجاني.
نأمل من كل شخص يصل له صوتنا أن يقدم لنا يد العون بالمواد الغذائية أو بالمال لديمومة عملنا وضمان استمرار كفالتنا للعوائل المتعففة وحتى لا تفرغ قدورنا من خيرات المحسنين والحمد لله وله الفضل والمنة نسأله القبول والإخلاص وأن تبقى الشوربة خانة قائمة ودائمة بدوام وقيام ملكه العظيم ووجهه الكريم.