يستعيد أخبار السلاطين والأمصار
ما هذا الحضور الكبير؟.. عاد “القصخون” إلى الموصل وكل هذه الحشود تنصت له (فيديو)
حي الشفاء (الموصل) 964
عاد الحكواتي أو القصخون بالظهور أمام أهل الموصل بعد أن اختفى في ستينيات القرن الماضي، خصوصاً مع ظهور أجهزة الراديو والتلفاز التي حلت بديلاً عنه، وفكرة الحكواتي إحدى عناصر التراث غير المادي، وكان متواجداً في أغلب الدول العربية وخاصة في العراق والشام.
ويجلس “القصخون” في المقاهي ويروي الحكايات والقصص منها خيالية وأخرى من واقع الحال، واليوم يعود في إلقاء قصصه امام العوائل وكبار السن وحتى الأطفال من أهالي الموصل، بجلسة أقيمت في مؤسسة تراث الموصل بمنطقة حي الشفاء بالجانب الأيمن.
تاجر صابون في باب السراي مبتسم دائماً ويلبس ربطة عنق يومياً.. فيديو مع عمار
الحكواتي يونس الحمداني لشبكة 964:
تسمية القصخون هي باللهجة الموصلية وتتكون من مقطعين القص ويقصد بها القصة وخون بمعنى القارئ، ويعود تاريخه إلى قرون سابقة، وكان الرجال يذهبون إلى المقاهي لاستماع القصص.
الحكواتي كان يلقي القصة ويكملها في اليوم الثاني بنوع من التشويق، أي كانت بمثابة مسلسل في الوقت الحالي، وكان الجمهور متعلقاً جداً بما يقدمه القصخون، وكان يروي قصصاً من ألف ليلة وليلة، وعن عنتر بن شداد والملوك والسلاطين بالإضافة إلى روايات من واقع حال مدينة الموصل.
أردت إعادة ظهور الحكواتي من جانب اهتمامي بالتراث الموصلي غير المادي والذي أغلبه مكتوب على ورق فقط، فأردت أن أجعله من مسطور في الكتب إلى منظور أمام الناس، خاصة أن أم الربيعين تشهد عودة جيدة في جانب التراث المادي من مواقع تراثية وأثرية.
في جانب عملي بمجال الإعلام أنتجت فيديوهات تتكلم عن اللهجة والأمثال والعبارات الموصلية، والقصخون كان من ضمن هذه الاهتمامات.
تفاجأت بالإقبال الكبير من الأهالي لهذا العام على عكس العام السابق وهذه فرحة كبيرة ودليل على أن الموصليين متمسكون بهويتهم وتراثهم.
مظفر يونس – أحد الحاضرين لشبكة 964:
آباؤنا وأجدادنا لم يكن لهم بديل عن الحكواتي، وأتذكر عنه شيئاً قليلاً.. فقد اختفى في مطلع الستينات.
اليوم مؤسسة تراث الموصل أحيت هذه الظاهرة بشكل متميز، والجمهور كان مندمجاً بشكل كبير وأنا واحد منهم، مع قصص الحكواتي التي ألقاها بطريقة عبرت عن ثقافته وإدراكه لمتطلبات القصة وحبكتها.
أشجع على إعادة الظواهر التراثية التي تذكرنا بالماضي مثل الحكواتي أو المسحراتي.