البطاطا مهددة
وحدهُ الفلفل حافظ على مكانته.. زراعة الصيف تتراجع في الرضوانية والفلاحون توظفوا
الرضوانية الغربية (بغداد) 964
قبل سنوات عديدة كانت الرضوانية تزرع المحاصيل الصيفية بكل أنواعها وتجهز العلاوي الرئيسية مثل علوة الزيدان وعلوة العناز وعلوة أبو غريب وعلوة الرمل وكذلك الفلوجة والمناطق المجاورة، لكن المزارعين في الرضوانية الغربية صاروا يتجهون أكثر إلى تربية المواشي أو الأعمال الحرة، أو زراعة الأعلاف، وقد شهد الموسم الحالي انخفاضاً ملموساً في زراعة المحاصيل الصيفية، ويقول عودة الزوبعي، وهو من أقدم مزارعي المنطقة، إن عوامل كثيرة تقف خلف ما يجري، من بينها صعوبة منافسة المستورد وفرق العملة بين العراق ودول الجوار.
وخلال الموسمين الزراعيين الماضيين اتجه المزارعون لزراعة المحاصيل التي تدخل بأعلاف الحيوانات مثل “الجت والبرسيم والدخن” والحشائش والتي يطلقون عليها اسم زراعة “اللوح”، حيث انخفضت زراعة محاصيل الطماطة والخيار والباذنجان، ويتوقع المزارعون أن يلحق محصول البطاطا بقية المحاصيل لتتراجع نسب زراعته للأسباب ذاتها، لكن الفلفل حافظ على مكانه بسبب قلة مصاريفه.
صور من مزارع أبو غريب.. اعتماد أكبر على المكائن وزيادة في البرسيم والذرة
علاء محمد – فلاح من سكنة الرضوانية الغربية، لشبكة 964:
حافظ بعض المزارعين على زراعة محصول الفلفل على حساب المحاصيل الأخرى بسبب قلة مصاريفه، أما محاصيل الخيار والطماطم والباذنجان وخيار الماء وحتى الباميا واللوبيا بدأت تشهد الانكفاء.
الزراعة مكلفة مادياً والبيع لا يغطي تكاليف الزراعة ما يتسبب بخسائر فادحة، فعلى سبيل المثال محصول الباميا يتجاوز سعره الآن 25 ألفاً للكيلو الواحد ولكن عند وقت حصاد المحصول كان يصل سعر الكيلو إلى أقل من 1000 دينار فقط.
في مناطق الدويليبة والسعدان يتمسك الفلاحون بزراعة البطاطا والرقي والبطيخ ولكن بنسبة قليلة مقارنة بالموسمين السابقين.
عودة عبد الله الزوبعي – أقدم مزارعي الرضوانية الغربية، لشبكة 964:
غزت المحاصيل المستوردة الأسواق المحلية وبشكل كبير وبأسعار منخفضة ما أدى إلى عزوف الفلاحين ليس عن زراعة المحاصيل الصيفية فحسب، بل شمل أغلب المحاصيل الزراعية.
غالباً ما يتحمل الفلاح العراقي تكاليف مادة السماد والمبيدات والبذور لكنه يتكبد خسائر فادحة عند بيع المحاصيل بسبب وجود المستورد وبأسعار أقل من المحلي.
الأرباح التي يجنيها الفلاح العراقي لا تناسب تكاليف زراعة المحاصيل، ولا توجد حماية للمنتج المحلي.
الجهات المعنية بالزراعة فتحت الباب أمام المحاصيل المستوردة دون دراسة للأسواق المحلية بشكل صحيح ما أدى لتكبد المزارعين خسائر فادحة خلال آخر موسمين زراعيين، والنتيجة عزوف الفلاحين عن الزراعة فمن بين 10 فلاحين لم يتبق سوى واحد أو اثنين ممن يلتزمون بزراعة المحاصيل الصيفية.