التار العراقي يطير نهاراً كاملاً وحرب المطيرجية ليست مزحة.. من عالم سطوح الخالص
الخالص (ديالى) 964
الحرب بين المطيرچية قد تكون مسلية أحياناً، لكنها قد تتدهور إلى مستويات خطيرة.. وإعلان الحرب، يعني أنه إذا قام طير تابع لخصمك، بالانضمام عن طريق الخطأ إلى سربك في الجو، فإنك لست ملزماً بإعادته، ويمكنك الاستيلاء عليه أو طلب المال مقابل تسليمه، أما إذا كان الطرفان في حالة سلام أو “صلح”، فتجب إعادة الطير دون قيد أو شرط.
وفي مدينة الخالص شمالي ديالى واحد من أكبر تجمع مربّي الحمام في العراق، وتجولت كاميرا 964 في أقدم أسواق المدينة للطيور، وتحدثت إلى المربين عن هوايتهم التي أكدوا بأنها ليست شأن البسطاء والفقراء فقط، بل أيضاً هواية الأطباء والمعلمين وغيرهم، وقد لفت حديث المربين عن طيور عديدة، على رأسها “التار العراقي” الذي يقولون إنه يطير نهاراً كاملاً بلا تعب.
مصير طيرهم ما يزال مجهولاً.. عراك بالسكاكين بين مطيرچية النجف ينتهي بمحضر شرطة
أحمد العامري – صاحب محل لبيع الطيور، لشبكة 964:
أنواع طائر “التار” عديدة، لكن أفضلها “التيدي”، لأنه يبقى نهاراً كاملاً طائر في الجو، وتميز وأصبح الأفضل لأن رسه “مضبوط”، أما الأنواع الأخرى فتتوزع كالتالي (الرماني السادة والهزاز، والبذنجاني السادة والهزاز، وبزرك وبسود).
بعض أنواع “التار” صاحب الرس الجيد، يصل سعر الزوج إلى 500 دولار.
سجاد صلاح – مربي طيور لشبكة 964:
تربية الطيور أصبحت وسيلة تعارف بين مختلف مناطق العراق، عن طريقها كسبنا أصدقاء في بعقوبة وهبهب وبلدروز وأيضاً محافظات عراقية.
نلتقي في مكان محدد ونطلق مجاميع الطيور بشكل جماعي للتعرف اي منا لديه سرب “جوگة طيور” مميز وهنا يتم الاتفاق على مسافة تسمى “المواسط” اي المسافة المتوسطة بين بعدين مختلفين لمناطق تواجد أصحاب الطيور ومنها يتم تحديد كمية الطيور وتقتصر على الطيور الحمر فقط غايتها تحديد أي الطيور مميزة.
لماذا "الكُمبُك" النجفي؟ الطير الأنيق المبارك يحلق وحده ويتكاثر ببطء والبطل للبطلة
عناد جاسم السعدي – مربي طيور لشبكة 964:
الطيور “الحمر” مرغوبة كثيراً، وخاصةً “الخوات” أي التي يتم تفريخها من القفص ذاته، وأنواع “الحمر” كثيرة منها، المحجل والأدلع والمخنوگ والزلفين وغيرها، وأسعارها تختلف حسب نوع الطير وتصل إلى 100 ألف دينار للزوج الواحد.
"أبيض الخدين" رفيق نساء المنازل في ديالى.. الوحشي يغرّد بلا أخطاء مع أذان الفجر
حسين جبل – مربي وتاجر زواجل لشبكة 964:
هناك زاجل قيمته 1000 دينار، وآخر قيمته “5 آلاف دولار” وهذا النوع يدخل مزادات عالية القيمة أحياناً، كونه يقطع مسافات كبيرة مثل الفاو – الموصل، ويوضع به جهاز خاص يعطي إشارات حال وصوله للنقطة المحددة بعد عودته من مسافة بعيدة.
هناك طيور من فصيلة “حمر” تصل أسعارها إلى 5000 دولار، وهناك الأحمر البغدادي الرماني، ويصل سعر الزوج إلى 250 ألف دينار، والأحمر العادي ب 10 آلاف دينار، وأيضاً يتم إطلاقه من مسافات أقصاها 60 كم.
تنتشر أيضاً طيور “الأصفر”، وفيها أنواع، مثل الأصفر الزيراي والدومائي وكذلك الأصفر الذهبي، وأسعارها تتراوح بين 1000 دولار إلى 1500 دولار وهناك التار أيضاً الذي يمتاز بطيرانه ليوم كامل في السماء.
المربي يصرف على تربية الطيور الكثير، فمثلاً سعر الحبوب لغذاء الطيور 100 الف دينار للوزنة الواحدة، والعلاجات تصل إلى 150 ألفاً، لكن ما يهدد سلامة الأفراخ هو وجود البعوض الذي يساهم في نقل الأمراض للأفراخ مما يؤدي بها للهلاك.
صور: مطيرجية ديالى يراقبون طيورهم بالكاميرات.. اللصوص يكثرون في الشتاء!
نهاد جواد – صاحب محل لبيع الطيور، لشبكة 964:
أعمل في هذا المجال منذ 18 سنة ولدي خبرة في مجال تربية الطيور وخاصة طيور الزينة.
خلافاً لما يعتقده البعض.. فإن من بين هواة تربية الطيور أشخاص من معظم شرائح المجتمع مثل الأطباء والمعلمين وغيرهم.
هناك أصناف مختلفة من طيور الزينة الرائجة في الخالص مثل الدماكش والعروسة والمفوط والسكسوني فضلاً عن التار الباكستاني والإيراني وغيرها، وتصلنا أنواع مختلفة من دول أخرى كالبرازيل وأمريكا وسوريا.
تختلف الغاية في تربية طيور الزينة بين شخص وآخر، فهناك من يربيها من أجل الاستمتاع بزينتها وجمالها في الحديقة وهناك من يربيها للنفع الاقتصادي، إذ يستغل البعض ارتفاع أسعارها في أوقات ومواسم معينة.
الأسعار انخفضت الآن بسبب حرارة الأجواء وعدم إمكانية تكاثرها بسبب أمراض قد تصيبها وأهمها الجدري، أما فترة التكاثر فتكون خلال شهر كانون الثاني وتهيئ للطيور الأجواء الخاصة للتكاثر.
خلال فترة تفقيس البيض نقدم للطيور طعاماً خاصاً كالهرطمان والذرة والماش، لتغذية الأفراخ بالصورة السليمة والنافعة لبنيتها.
أثناء فترة الإطعام “الزق”، ومع منتصف فصل الربيع، نقوم برفع “الحلال”، وهو مكان مخصص لتكاثر الطيور، لأن الطير مع تزايد حرارة الجو لا يقوى على التفريخ وإطعام الصغار في الوقت ذاته، وتصاب الصغار بالأمراض.