والصحراء ستصبح غابة فواكه
الموصل كشفت السر للعمارة.. زراعة مذهلة بلا حراثة ضاعفت المحصول!
الموصل (نينوى) 964
خبراء الموصل توصلوا إلى طريقة أظهرت نتائج مذهلة في زراعة الحنطة بلا حراثة، عبر “الزراعة الحافظة” حيث تتولى آليات خاصة تحمل شفرات، فتح ثقب صغير في التربة، وإلقاء بذرة الحنطة، وتترك شقاً صغيرة يجمع المياه مهما كانت قليلة لتغذي النبتة، بما يسهم بإمكانية الاستغناء عن السماد في العام الخامس من تكرار هذه الطريقة، ويقول خبراء مركز البحوث للزراعة الجافة والحافظة التابع لجامعة الموصل، إن المساحات التي تمت تجربتها استهلكت ربع كمية الوقود التي تحتاجها الزراعة التقليدية، ونصف كمية البذور، وقد نجحت التجربة مع مئات المزارعين في غرب نينوى، وأثمرت عن زيادة في الانتاج وصلت إلى 50% وخاصة في الأماكن قليلة الري، كما تم إرسال إحدى الآليات إلى محافظات عدة وصولاً إلى ميسان، وإلى جانب ذلك.. يخطط المركز لتحويل مساحات واسعة من صحاري غرب نينوى إلى بساتين فاكهة ومراع خضراء.
ويتكون المركز من 4 أقسام هي، الحقليات، المصادر الوراثية، تنمية الموارد البشرية الذي يعنى بتدريب المزارعين، قسم المايكنة.
شاهدوا التجربة.. خبراء الموصل حولوا حشرة "الجندي الأسود" إلى سماد!
فيديو من أول "هاكاثون" موصلي.. زراعة عمودية بالانترنت وعشرات الحلول لمشاكل المياه
د. عبدالستار أسمير – مدير المركز، لشبكة 964
عملية الزراعة تتم بدخول الماكنة إلى الحقل تحمل أقراص أو شفرة حادة تفتح خطاً رفيعاً وتضع السماد ثم البذور وتضغط على الخط وتشكل قناة صغيرة تتجمع فيها مياه الأمطار.
الاستغناء عن الحراثة يحافظ على الحياة البيولوجية في الأرض، ويجعل التربة تحافظ على موادها العضوية، والبكتيريا النافعة للمحصول.
المادة العضوية عندما تتحلل ستغذي المحصول، لذلك يمكن للمزارع في العام الخامس على زراعة الحقل أن يوقف وضع السماد، والتربة ستقوم بإدامة نفسها.
الزراعة الحافظة تتيح للمزارع الدخول للحقل مرة واحدة يقوم فيها برمي البذور والسماد وبدون حراثة والتي تضمن إنبات المحصول حتى لو كانت الأمطار قليلة.
هذه التقنية يمكن استخدامها في كافة أنحاء العراق، فهي تقلل كثيراً من تكاليف شراء الوقود، السماد، البذور، وتقلل استخدام المياه.
كل هكتار يستهلك 6 لتر من الوقود، بينما في الزراعة التقليدية يستخدم 24 لتراً، ويستهلك 25 كغم من البذور في الحافظة و50 كغم بالتقليدية.
لدينا ماكنتان تصنيع محلي في نينوى، الباذرة الحافظة الأولى صنعت قبل عام 2014 والثانية العام الماضي.
برنامج “الزراعة الحافظة” بدأ أول مرة في نينوى عام 2007 واستمر إلى غاية 2014، وعملنا أول مرة بثلاث ماكنات أو باذرات هندية الصنع وكانت بحجم متر واحد فقط، وكنت في وقتها مديراً لمديرية الزراعة.
العمل شمل 35 شعبة زراعية بنينوى، ثم توسع البرنامج ودخل إلى محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك، وأرسلنا باذرة واحدة لمحافظة ميسان للتجربة وكان العمل بالتعاون مع منظمة “ايكارد”.
البرنامج يقوم على زراعة الحقول التي تعتمد على مياه الأمطار ثم توسع وشمل نظام الري الذي يقلل من استخدام المياه إلى النصف.
في عام 2022 قمنا بإعداد خطة قدمناها للحكومة المحلية لإعادة العمل ببرنامج الزراعة الحافظة وإعمار أراضي المراعي وكان من المفترض أن تموله المحافظة لكن بعض العوائق حالت دون ذلك.
لجئنا إلى برنامج الأغذية العالمية واستجاب لنا لكن بميزانية محدودة، وبدأنا العمل في بداية الموسم الزراعي 2023 – 2024، غطينا فيه 5 شعب زراعية وهي الموصل، تلكيف، البعاج، المحلبية، زمار، شملت 550 مزارع، واخترنا 10 مزارعين رواد من كل شعبة، وزرعنا في أراضيهم 32 دونماً، 16 دونماً للزراعة التقليدية و16 دونماً للزراعة الحافظة من أجل التجربة والمقارنة بينهما.
أما باقي المزارعين فزرعنا لكل مزارع دونماً واحداً فقط من أجل التجربة والاطلاع، وزرعنا فيها 4 أصناف من الحنطة وصنفين من الشعير ونجحنا في ذلك وشملت المساحة أكثر من الف دونم.
قمنا بتدريب المزارعين في تشرين الثاني الماضي، وألقيت محاضرات داخل المركز لمدة 4 أيام عن كيفية الزراعة بدون حراثة، وثم قمنا بتطبيق التدريبات في حقولهم على أرض الواقع.
من ضمن نشاطات المركز، باشرنا في التراكيب الوراثية للقمح التي تتحمل الجفاف ولدينا 96 صنفاً جمعت من كافة أنحاء العراق ونعمل على مقارنتها.
هناك مشروع جديد وهو “فلورا نينوى” الذي يقوم على جمع جميع أنواع البذور والمحاصيل وزراعتها في الحديقة النباتية التي ستنشأ داخل جامعة الموصل بمساحة تصل إلى 5 دونم، لتكون نموذجاً عن كيفية زراعة كل نبات أو محصول.
حالياً أدخلنا الشيلم الحبوبي لأول مرة للعراق عن طريق طالب دكتوراه وموظف لدى مركزنا، واكثرنا هذا العام من الشيلم العلفي وسيكون غذاء جديداً وسريع النمو.
نعمل على تقنية تحويل الري بالرش إلى الري بالتنقيط وستكون بالتعاون مع بعض المنظمات.
نسعى إلى تطبيق برنامج اعمار المراعي الطبيعية والتي تقع في مناطق غرب نينوى، أبرزها البعاج مروراً بتل عبطة ووصولًا إلى قضاء الحضر وسنقوم بإدخال أول محراث حديث الصنع ومتخصص لهذه المناطق، والتي سنعمل على جعلها منطقة سياحية بعد 3 سنوات.
10 بالمائة من أراضي المراعي ستكون عبارة عن بساتين تنتج أشجار الفاكهة، ونريد أن نحول هذه الأراضي إلى 3 قطاعات كل قطاع بمساحة مليون وربع دونم، الأول يدار من قبل الحكومة المحلية، والقطاع الثاني يكون مساحة لعمل المهندسين الزراعيين والأطباء البيطريين ونوفر نحن الدعم الفني، والقطاع الثالث يعطى إلى الجانب الاستثماري ويكون وارداً لخزينة المحافظة.