الموصل تخطو نحو الشجرة رقم مليون! (فيديو)

الموصل (نينوى) 964

الشاب الموصلي أنس الطائي (34 عاماً) يأخذ على عاتقه إعادة ما فقدته أم الربيعين من أشجار ومساحات خضراء خلال معارك التحرير، وهو اليوم من أبرز المساهمين في إعادة تشجير المحافظة، وقد تخرج من كلية الزراعة عام 2013، ويقود ما يسميها “ثورة التشجير” منذ عام 2017، ويؤكد أن الأعداد وصلت إلى 50 ألف شجرة، بمعدل 10 آلاف شجرة سنوياً، ويطمح لزيادة المعدل وصولاً إلى هدف مليون شجرة جديدة، وتركز الحملات على أصناف “يوكاليبتوز وألبيزيا والنبك” لمزاياها المقاومة للمناخ العراقي.

فيديو: رئيسة جامعة موصلية تعلن زراعة 30 ألف شجرة في الحرم.. ووفد بغداد منبهر

أنس الطائي – قائد ثورة التشجير في نينوى، لشبكة 964:

عالم النباتات والاهتمام بالبيئة كان يستهويني منذ طفولتي، وبدأت بعد تحرير الموصل بزراعة الأشجار من خلال تكوين فريق تطوعي بعد أن جرفت الكثير من المساحات الخضراء، فكان لابد أن أقدم شيئاً لمدينتي خاصة أن الأنظار في ذلك الوقت كانت متجهة إلى تحسين الخدمات في المدينة.

بدأنا بأول حملة شملت زراعة ألف شجرة وكانت الغاية منها لفت أنظار الحكومة والمجتمع، ثم تطور الموضوع وأصبحنا نزرع في كل عام 10 آلاف شجرة.

أسست مع زملائي عام 2019 مؤسسة “مثابرون” للبيئة، عملنا بها على قضايا تخص الماء والنباتات والتربة والمناخ.

بدأنا بزراعة 2000 شجرة، واليوم وصلنا إلى 50 ألف شجرة كانت ضمن مشاريع ممولة في البداية، لكن بالوقت الحالي نعتمد فقط على التبرعات من المواطنين وبعض الشخصيات السياسية.

أطلقنا مبادرة “شجّر” خلال موسم 2023 – 2024 وسوف تكون لمدة 14 عاماً، وخلال هذا الموسم زرعنا أكثر من 15 ألف شجرة كخطوة أولى شملت جميع أقضية ونواحي نينوى.

من خلال تحفيز المجتمع وتشجيعه استطاع الأهالي زراعة 38 ألف شجرة، وذلك من خلال ما يرسلونه لي من صور ومقاطع مصورة على البريد الإلكتروني، توثق ما قاموا به من تشجير سواء داخل المنازل، والمؤسسات الحكومية والأهلية والمدارس والجامعات.

تمكنت مؤسستنا من زراعة غابات مصغرة كل غابة يوجد فيها من 50 إلى 100 شجرة، واستطعت زراعة 316 موقعاً بجميع أنحاء نينوى، نختارها وفق معايير معينة منها توفير أنابيب التنقيط، وجدية القائمين عليها.

زودنا المواطنين والموظفين بالأشجار لكي يزرعوها في منازلهم ودوائرهم، واخترنا 3 أنواع فقط وهي “اليوكالبتوس، البيزيا، النبك” واعتمدنا عليها لأنها مقاومة للتغيرات المناخية القاسية وارتفاع درجات الحرارة، وأنها سريعة النمو ومكونها الخضري كبير جداً.

العوائق التي واجهتني هي من جانبين، الأول هو أن تأتيني انتقادات من بعض أبناء المجتمع ومنهم أكاديميون ينتقصون من عملي وهم في الأساس لم يقدموا شيئاً، والأمر الثاني أن بعض المؤسسات الحكومية ترى أن عملنا هو منافس لهم، وهذا لا يخلو من شخصنة.

أنا أعمل من أجل أن أوصل رسالة لجميع المؤسسات وأبناء المجتمع أن نعمل سويةً من أجل زيادة المساحات الخضراء بنينوى حتى، وإن لم نستفد منها شيئاً بالوقت الحالي لكنها ستعود بفائدة للأجيال التي بعدنا.

أطمح في المواسم القادمة للوصول إلى الشجرة رقم مليون واجعل المدينة على هيئة سجادة خضراء.

طريقة توعية المجتمع بضرورة الزراعة والاهتمام بالبيئة كان صعباً جداً في بداية الأمر، لكن بدأت بإطلاق منشورات على حسابي بالفيس بوك تدعو للتشجير، وبدأت بمتابعين قلة، لكن اليوم وصلت إلى عدد كبير منهم.

يعمل معي داخل مؤسسة مثابرون 12 شخصاً، و2000 شخص شاركوا معنا خلال حملة “شجر”.

أنا عضو في مجلس التطوع العربي، وله مكتب في جامعة الدول العربية، وحصلت مع مؤسسة مثابرون على جائزة أفضل عمل مناخي في الوطن العربي بعام 2022 عن طريق مسابقة الأمير محمد بن فهد العالمية متفوقين على أكثر من ألف مشروع عربي.