بذكريات دماء يونس وهزيمة رونالدو
ساعات على أول موقعة للعراق في باريس.. نحن اليوم أقوى من أثينا
بغداد – 964
يخوض المنتخب العراقي، المنافسات الأولمبية في باريس وبجعبته حلم ملايين العراقيين بتكرار إنجاز أثينا عام 2004 حين حصل العراق على المركز الرابع عالمياً، أو تحقيق ما هو أكبر من ذلك بحصد ميدالية ثانية لمسيرة العراق الأولمبية، ويؤكد المتحدث باسم اتحاد الكرة لشبكة 964، أن الفرصة اليوم أكبر والحظوظ أوفر سيما وأن الظروف أفضل بكثير من النواحي الإدارية والرياضية، ويعزو المعنويات العالية للاعبين اليوم إلى “جينات وراثية لا يمكن أن تتغير” وقد تحملهم إلى النهائيات، لكنه يؤكد أن “جيل أثينا” كان أكثر تآلفاً من الحالي الذي يعتبره واعداً يضمن مستقبل الكرة العراقية لاحقاً، ويشير حسين الخرساني إلى أن تأخر ختام الدوري ألقى بظلاله على الاستعدادات، بما في ذلك إصابة سعد ناطق، كما أن الأولمبي لم يجري إلا مباراة ودية واحدة وكانت مع منتخب مصر، ويبدأ مشوار المنتخب الوطني في أولمبياد باريس الأربعاء 24 تموز الساعة الثامنة مساءً بلقاء أوكرانيا، ثم يواجه الأرجنتين في الساعة الرابعة عصراً من يوم السبت 27 تموز، ويختتم دور المجموعات أمام المغرب في الساعة السادسة من يوم الثلاثاء 30 تموز.
نداء إلى الجالية العراقية في أوروبا: هبوا لنصرة الأولمبي في باريس
20 عاماً بين الحدثين، فكيف وصل الأولمبي هذه المرة وكيف استعد للمباريات، وهل ستكون مهمته في باريس أصعب أم أسهل من أثينا؟
عام 2004 لم تكن مسيرة الأسود سهلة خلال التصفيات المؤهلة للأولمبياد، إذ تخطى فيتام بثلاثة أهداف لواحد إياباً ثم تعادل معهم في الذهاب خلال الدور الأول من التصفيات، وفي الدور الثاني تجاوز كوريا الشمالية بشق الأنفس، حين خسر بهدفين دون مقابل في بيونغ يانغ ثم عاود الانتصار بـ4 أهداف لواحد في العاصمة دمشق (ملعب العراق آنذاك)، ثم اصطدم بـ 3 من كبار المنتخبات على مستوى آسيا في الدور الأخير، بعد أن ضمت مجموعته كلاً من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان ودولة الكويت، ورغم ظروف الحرب العراقية وعدم قدرة الفريق على اللعب في أرضه وبين جماهيره إلى جانب صعوبات الإعداد والتدريب، تأهل زملاء الكابتن يونس محمود تحت قيادة المدرب العراقي عدنان حمد، أولاً على المجموعة، متخطين كلاً من السعودية والكويت وعمان.
قرعة أولمبياد أثينا أوقعت العراق بمجموعة صعبة إلى جانب البرتغال وكوستاريكا والمغرب، لكن الأسود حققوا المفاجئة بالتغلب على رفاق كريستيانو رونالدو 4-2، ثم أعقبوا ذلك بفوز على كوستاريكا 2-0، وخسروا من المغرب 2-1 في مباراة تحصيل حاصل بعد أن ضمنوا التأهل إلى ربع النهائي، وفي الدور ربع النهائي فاز العراق على الكنغر الأسترالي 1-0، لكنهم خسروا في نصف النهائي أمام البارغواي 3-1، ثم خسروا في مباراة الميدالية البرونزية من إيطاليا بهدف دون مقابل سجله “إندريا بيرلو” ليحتل العراق المركز الرابع كأفضل إنجاز له في المسابقات الأولمبية.
اليوم في العام 2024، بدت مسيرة الأولمبي أقل صعوبة، إذ غيّر الاتحاد الآسيوي قواعد التأهل للأولمبياد، واختصرها بالواصلين إلى الدور نصف نهائي من كأس آسيا تحت 23 عاماً، بتأهل أصحاب المركزين الأول والثاني مباشرة بينما يخوض الثالث والرابع مباراة بينهما في أرض المستضيف للبطولة، والفائز يرافق الاثنين الأوائل إلى الأولمبياد.
وحقق الأولمبي العراقي المركز الثالث في بطولة كأس آسيا، بعد اليابان المتوج باللقب وأوزبكستان الوصيف، بينما جاءت إندونيسيا بالمرتبة الرابعة، لذا واجه أبناء المدرب راضي شنيشل المنتخب الإندونيسي بمباراة حاسمة ضمن من خلالها التواجد في باريس بعد فوز مستحق بهدفين لواحد.
وتعتبر هذه المشاركة هي السادسة للعراق في الأولمبياد، بدأها في العام 1980 موسكو، 1984 لوس أنجلس، 1988 سيئول، 2004 أثينا، 2016 ريو دي جانيرو، و2024 في باريس.
يقول المتحدث باسم اتحاد الكرة العراقي حسين الخرساني، إن المقارنة بين المنتخبين المشاركين في أولمبياد أثينا وباريس صعبة جداً، فظروف البلد عام 2004 كانت أسوء بكثير من اليوم وعلى مختلف المستويات الإدارية والرياضية، مبيناً أن المهمة اليوم صعبة لكنها ليست مستحيلة والحظوظ متوفرة لتحقيق ميدالية أولمبية أو الاقتراب من إنجاز 2004 على أقل تقدير.
ويؤكد لشبكة 964، أن استعدادات الأسود للأولمبياد تعتبر جيدة ومشابهه لاستعدادات بقية الدول المشاركة، رغم تأخر ختام الدوري العراقي الذي ألقى بظلاله على بعض اللاعبين أمثال سعد ناطق الذي يعاني من إصابة اليوم، لافتاً إلى أن المنتخب اكتفى بمباراة ودية واحدة أمام مصر استعداداً لخوض المنافسات الرسمية.
ويصف الخرساني معنويات اللاعبين العالية بـ”جينات وراثية لا يمكن أن تتغير”، ومحاضرة واحدة كافية لتحفيز الفريق كي يبلغ النهائيات، لكنه يشير إلى أن رفاق يونس محمود في العام 2004 كانوا متآلفين بشكل أكبر لأنهم يلعبون سوياً منذ بداياتهم في الشباب عام 1999 و2000، ويعرفون بعضهم وطرق اللعب فيما بينهم جيداً، بينما يعتبر اللاعبين اليوم واعدين وفي مرحلة الانطلاق ليصحبوا مستقبل العراق لاحقاً.