نصبر كثيراً في فهم مشاكل الناس
“عرضحالجية” بغداد: نحب الشتاء.. ونشتاق إلى أكشاكنا داخل المحاكم (صور)
المنصور (بغداد) – شبكة 964
على ابواب محكمة الكرخ، قرب معرض بغداد الدولي القريب من منطقتي المنصور والحارثية، يتجمع يوميًا عدد من كتاب العرائض لتنظيم معاملات عشرات المراجعين للمحكمة، كطلبات رفع الدعاوى والوكالات الخاصة والعامة، وغيرها من المعاملات التي تنجز داخل المحكمة، بعد ترويج عريضة تبدأ من منضدة مكتبية صغيرة في العراء يجلس خلفها من يعرف شعبيا بــ “العرضحالجي”.
نداءات لا تتوقف كـ “تفضل آغاتي شنو عندك حتى ننظملك طلب”، تصدر من خلف المناضد التي تغطيها مظلات بالوان مختلفة لكي تقي أصحاب هذه المهنة حر الصيف وأمطار الشتاء.
ويقول كاتب العرائض خلف جمعة جاسم، لـشبكة 964، “في السابق كان جزء كبير من العمل يقع على عاتق”العرضحالچي”، فالمواطن يأتي مباشرة إليه، لينجز معاملة متكاملة لا يحتار فيها الموظف داخل المحكمة”.
ويوضح جاسم “حاليًا أيضًا للعرضحالچي دور كبير، في القسام الشرعي، الكفالة، الطلاق والنفقة، لكنه ممنوع اليوم من شراء الطوابع وتثبيتها في المعاملة، كما كان يفعل في السابق، بعد شرائها من المصارف، وكانت تلك الطوابع الرسمية تعطي مهنتنا جمالية وقيمة أكبر”.
ويضيف جاسم لـميديا زان، “دعاوى النفقة هي الأكثر تداولًا لدى كتاب العرائض في باب محكمة الكرخ، وانخفض مستوى التعامل بالوكالات لضعف الحركة التجارية في البلد، وطلبها يزداد تبعا لحركة الاقتصاد”.
اما “العرضحالچي” هاشم حسين فيقول لـميديا زان إن “فصل الشتاء هو الأفضل لكل العرضحالچية، بسبب انخفاض درجات الحرارة، ونستطيع تلافي الأمطار بالمظلات، كي نحافظ على أوراقنا واجهزة الحاسوب، بعكس الصيف الذي نواجه فيه اشعة الشمس اللاهبة”.
ويفتقد هاشم وزملاؤه من العرضحالچية “أكشاكهم” داخل المحكمة، إذ يقول “كنا نشعر اننا جزء من هذا الكيان القانوني بوجود كشك لنا داخل المحكمة واليوم صرنا نجلس على بابه”.
كاتب العرائض علي كاظم ماضي، اوضح لـميديا زان، بعض تفاصيل المهنة، اذ يقول: يحتاج العرضحالچي إلى صبر واستيعاب لأمزجة الناس المتباينة، فبينهم من لديه مشكلة أو دعوى طلاق أو عريضة مستعجلة، وكل ذلك يستلزم الصبر والمعاملة الحسنة مع المراجع”.
ويزيد على ذلك بالقول “مهنتنا فيها الكثير من القصص وأسرار الناس التي تعطينا حكم وعبر ،ولا يمكن لغيرنا أن يطلع عليها أو يمر بها”.


