"واشنطن شريك استراتيجي"
السوداني من ميونخ: العراق يواجه تهديداً وجودياً جراء حرق الغاز المصاحب
بغداد – 964
شدد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، الأحد، على ضرورة دعم المجتمع الدولي لخطوات الحكومة في استرداد الأموال المنهوبة والمطلوبين، فيما تحدّث عن سلسلة من الملفات “المهمّة”.
وقال السوداني في كلمة خلال ورشة على هامش مؤتمر ميونخ للأمن نقلتها الوكالة الرسمية وتابعتها شبكة 964 إن “العراق لم يعد يشكل مشكلة أمنية أو سياسية أو جزءاً من مشاكل مكافحة الإرهاب، بل هو مفتاح للحل في المنطقة”، مبيناً انه “حجر الزاوية لنظام إقليمي مستقر مبني على التعايش والتعاون والشراكات الاقتصادية التي تخدم المنطقة”.
وبيّن، أن “الحكومة تعمل على 5 أولويات لمكافحة الفقر، والفساد والإصلاحات الاقتصادية التي تأخذ حيزاً كبيراً من الجهد لتنويع مصادر الدخل واستثمار الموارد”.
وأضاف، “أعمل شخصياً على وضع إصلاحات هيكلية للاقتصاد، وإصلاحات جذرية للنظام المالي والمصرفي ليتماشى مع النظام العالمي”، لافتا إلى أن “العراق يعتبر التغيرات المناخية تهديداً وجودياً له، بسبب حرق الغاز المصاحب الذي لم تستثمره الحكومات السابقة، كما نضع مشاكل التصحر وشحّ المياه أولويةً للمعالجة ونتّجه للطاقة المتجددة، خياراً أساسياً”.
وبين، أن “العراق انتصر على الإرهاب، والقوات الأمنية على درجة عالية من الكفاءة للمحافظة على الأمن”.
وتابع، “موقفنا واضح وصريح، إننا لا نحتاج لقوات قتالية من التحالف الدولي لكننا نحتاج الاستشارة والتدريب والتبادل الأمني، ونعمل على تحديد أعداد مستشاري التحالف الدولي في العراق بشكل يحافظ على سيادة بلدنا وهي رؤية تحظى بقبول شعبي وسياسي”.
ولفت، إلى أن “الحكومة، اجرت إصلاحات في القطاع الأمني الذي لم يشهد إصلاحاً منذ سنوات وهو استحقاق مهم”، مبيناً أن “القوى السياسية داعمة لعملية إصلاح المؤسسات الأمنية وهي إحدى نقاط الاتفاق السياسي لتشكيل الحكومة”.
وأوضح، أن “الوضع الأمني في سوريا يمثل تحدياً للعراق بما فيها وجود مخيم الهول والسجون التي تضم عدداً كبيراً من الإرهابيين”، منوها إلى أن “مخيم الهول يضم 60 ألف شخص نصفهم عراقيون، والحكومة تقوم بإعادة 150 عائلة عراقية شهرياً وإدخالها في مخيم الجدعة لتأهيلها أمنياً ونفسياً، سيما وأن استمرار وجود العوائل في مخيم الهول يمثل خطراً على المنطقة، ودور المنظمات في دعم العوائل العائدة من مخيم الهول دور خجول”.
وذكر، أن “العراق سحب عدداً كبيراً من المواطنين في مخيم الهول، ونأمل أن تقوم دول العالم بالمثل”، مبيناً أن “العراق استطاع السيطرة على عملية التباين والاختلافات السياسية، والحكومة تسعى لتوفير المساواة بين جميع العراقيين بدون تمييز، ومنح الأقليات شعوراً بالاطمئنان”.
وأضاف، “قطعنا شوطاً مهماً في تذليل العقبات بين بغداد وأربيل وسننهي هذا العام تشريع قانون النفط والغاز”، مؤكدا “الحاجة لدعم المجتمع الدولي في استرداد المطلوبين من الإرهابيين وإيقاف التمويل القادم من أوروبا وغيرها”.
وأشار، إلى أن “الولايات المتحدة شريك استراتيجي للعراق من خلال اتفاقية الإطار وليست شريكاً أمنياً فقط”، منوها إلى أن “إيران جار تربطنا به علاقات تاريخية في مختلف الأصعدة وإقامة العراق علاقة متوازنة مع أمريكا وإيران أمر مقبول وفق قاعدة المصالح الوطنية للعراق”.
ولفت، إلى أن “الفساد زعزع ثقة المجتمع بالنظام السياسي في العراق وهو يهدد كل برامج وخطط التنمية والإعمار”، مشددا على “البدء بإصلاح المؤسسات المسؤولة عن مكافحة الفساد”.
وتابع، “قمنا باسترداد الأموال والمطلوبين وهو أمر يحدث لأول مرة بعد 2003، وطلبت من مدير الأنتربول المزيد من التعاون في استرداد المطلوبين والأموال، وإن جزءاً من أموال الفساد في العراق يذهب لتمويل الإرهاب منذ 2003”.
وأكد رئيس الوزراء، أن “غلق ملف النزوح ضمن أولويات الحكومة، وهناك الكثير من النازحين استقروا في إقليم كردستان، وتم تخصيص مشاريع في موازنة 2023 لإعمار سنجار وسهل نينوى”.
وأوضح، أن “دور العراق في المنطقة في أن يكون نقطة التقاء هو دور ريادي وطبيعي وليس دوراً متقمصاً، ويمكن للعراق أن يلعب دوراً في تقريب وجهات النظر المتباينة بين دول المنطقة”.
وأردف، “هناك لجان تعمل على مشاريع اقتصادية تمثل شراكات منتجة بين العراق والأشقاء في المنطقة وباقي العالم والعراق منفتح على كل الدول في مجال الشراكات الاقتصادية”، مبيناً أن “كبريات الشركات العالمية في كل القطاعات تقوم بعمليات استثمار في العراق وهناك قانون للاستثمار هو الأفضل في المنطقة، والتأكيد على الاستثمار في الغاز الذي سيمدّ سوق الطاقة في العالم”.
وأضاف، “حكومتنا تقوم بمراجعة شهرية لبيئة الاستثمار وتحسينها من خلال القرارات والتشريعات في العراق، وعملنا على إشراك القطاع الخاص في المجلس الوزاري الاقتصادي”، مشيراً إلى أن “الروتين أحد السلبيات المؤشرة على مؤسسات الدولة ووضعنا لجنة خاصة في مكتب رئيس الوزراء لإزالته”.