خارطة لفك شفرة المخيم
“أنيكس” في بلاد الهول: نساء يحكمن آخر ولايات داعش بالخطف والتعذيب
بغداد – 964
رسم خبراء من العراق وسوريا خارطة تفصيلية لمخيم الهول، الذي يضم أكثر من 55 ألف نازح ولاجئ إلى جانب عائلات تنتمي لتنظيم داعش من جنسيات مختلفة، فيما كشفت مصادر على صلة بالمخيم عن آلية إدارة قطاع يضم “عناصر خطيرة” مسؤولة عن خزن الأسلحة وتعذيب مختطفين.
وتقول السلطات العراقية إن بقاء المخيم يُهدّد أمن البلاد على المدى القريب، وتعتبر أن الجهة الأمنية المسؤولة عنه غير مؤهلة لإدارة المخيم.
وقال باحث عراقي، على صلة ببرنامج دولي معني بالمخيم، إن “الهول مقسم إلى ثمانية قطاعات، أربعة منها للسوريين، فيما يتجمع العراقيون في الثلاثة الأخرى”.
وتدار القطاعات الثمانية أمنيا من قبل قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، فيما تشرف منظمة “بلومونت” الأميركية على ملف المساعدات الأنسانية.
وأشار الباحث، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، في تصريح لشبكة 964، إن “القطاع الثامن المعروف باسم “أنيكس” يعد الأخطر في المخيم، لأنه يضم قياديات ومقاتلات في تنظيم داعش، فيما تُفرض عليه إجراءات مشددة تشمل منع الدخول والخروج”.
وقال الباحث، إن “القطاع الثامن ملف معقد، ومع مرور الوقت تحول إلى معقل فعال لتنظيم داعش، تحكمه النساء”.
وقال عامل خدمة في المخيم، في اتصال هاتفي مع شبكة 964، إن “قطاع أنيكس ممنوع حتى على المنظمات الإنسانية، فيما تتكدس المساعدات في منطقة آمنة تسمى الخدمات قبل نقلها إلى السكان”.
وعلى خلاف سكان بقية القطاعات، فإن النساء في “أنيكس” لا يمكنهن العودة إلى مدنهن سواء في العراق أو سوريا، بعد أن قررت حكومات عدة سحب الجنسية عنهن، فيما يقول مصدر خاص إن “هذا الوضع فرض عليهن التعايش داخل المخيم ليتحول القطاع إلى مستعمرة خطرة”.
وبحسب شهادة 3 عمال وإداري في المخيم، فإن القوة التي تسيطر على المخيم “تفرض أحيانا حظراً للتجوال، وتقوم بعمليات تفتيش مباغتة، أسفرت عن ضبط أسلحة خفيفة متنوعة”.
وقال إداري في المخيم، إن “بلاغاً وصل مؤخراً إلى قوات قسد أوصلها إلى مختطف يبلغ من العمر 15 عاماً، والذي تم تحريره خلال عملية مداهمة لخيمة إحدى المقاتلات في داعش”.
وبسبب عمليات التفتيش المتكررة، حصلت القوة الماسكة على معلومات تؤكد “حدوث تعذيب داخل القطاع الثامن، لكن تفكيك هذه المنظومة يحتاج إلى قرار لا تمتلكه قسد”، وفق ما ذكر المصدر.
ويسمح لسكان المخيم، بمن فيهم نساء “انيكس” بالتواصل مع العالم الخارجي عبر الهواتف المحمولة، للتواصل مع أقربائهم لأغراض تحويل الأموال عن طريق مكتب الخدمة في المخيم.
وأعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الاثنين الماضي، عن اتفاق دولي لتفكيك مخيم الهول، من دون ذكر أي تفاصيل تتعلق بالدول الموقعة على الاتفاق أو الجدول الزمني لتنفيذه.
- معلومات وبحث: فاتن خليل