ربما هو الأقدم في المدينة
بعيداً عن شعارات اليسار والبعث والإسلاميين.. مقهى الجنص مفتوح منذ 1948
سوق الشيوخ (ذي قار) 964
مايزال مقهى الجنص في سوق الشيوخ، يستقبل زبائنه منذ تأسيسه عام 1948 حتى يومنا هذا، ويستذكر رواده أيام استقطاب المدينة المعروفة بنشاطها السياسي، بين تيارات مختلفة مثل الشيوعيين والبعثيين والإسلاميين وغيرهم.. وقد بقي “الجنص” مكاناً هادئاً خارج دائرة الاستقطاب على عكس مقاهٍ أخرى صارت تجمعاً لشرائح بعينها، واليوم يفتح “الجنص” أبوابه منذ الساعة 5 صباحاً حتى السابعة والنصف مساءً، ويقول وريث المقهى حيدر الجنص، إنه يكتظ بالرواد من الأكاديميين والمثقفين يومي الجمعة والسبت حيث يتبادلون أحاديث السياسة والأدب والفن ولا يفرقهم اختلاف الرأي.
جدّفوا.. جدّفوا.. سيدة بريطانية مع شباب سوق الشيوخ بأسطول من قوارب السومريين
حيدر عبد الجبار الجنص – صاحب المقهى لشبكة 964:
تأسس مقهى عبد الجبار الجنص عام 1948 وكان يديره والدي حتى وفاته عام 1996، بعدها استلمت العمل في المقهى الذي يعد الأقدم في سوق الشيوخ، وما يزال محافظاً على مقتنياته التراثية.
لدينا زبائن يترددون على المقهى باستمرار، قسم منهم من الرواد القدماء وبعضهم كانوا طلاباً في الأقسام الداخلية القريبة من المقهى في فترة الستينات، ومازالوا يأتون حتى الآن.
يبدأ عمل المقهى في الساعة الخامسة فجراً وحتى السابعة والنصف مساءً، ونعمل على مدار العام باستثناء رمضان.
الجمعة والسبت يومان مهمان لتجمع الزبائن، وكثير منهم يحضر في بقية أيام الأسبوع.
صور شقاوات كربلاء والرموز.. مقهى الزعيم للإسلاميين أيضاً لا لليساريين فقط
وليد خيون – كاتب وأديب، لشبكة 964:
سوق الشيوخ تختلف عن بقية المدن، والمقاهي في تلك الحقبة كانت متفرقة، فهناك مقهى للشيوعيين وآخر للبعثيين وثالث للإسلاميين وغيره للقوميين وكذلك مقهى خاص للعمال.
مقهى الجنص بحكم موقعه لم يكن يطل على الشارع العام، لذلك لم تكن تجلس فيه شخصيات سياسية، وكان يقصده الموظفون وبعض الشعراء والكتاب
كأي مقهى آخر عاصر العديد من الأحداث التي مرت على العراقيين، لكنه لم يكن جزءاً من الانحيازات السياسية، ولم يكن تجمعاً لأي شريحة بعينها.
نتردد على هذا المقهى منذ سنوات طويلة وأصبح جزءاً من يومياتنا، واليوم الذي لا نأتي فيه نشعر أننا فقدنا شيئاً.
الشاي لذيذ هنا، والحاج حيدر رفيع الخلق، وهو خير وريث لوالده عبد الجبار جاسم العنزي، ولهذا المقهى خصوصية كون له أرث تاريخي يعود لأكثر من 70 عاماً.
في هذا المكان يتفقد أحدنا الآخر، نجتمع أكثر يومي الجمعة والسبت، شيء يشبه خصوصية جمع المسجد للناس وتفقدهم لبعضهم البعض.
كأن المقهى ديوان أو مضيف نتعلم فيه الكثير والثقافات تتلاقح، قد نختلف في قضية ما خاصة في السياسة، لكن يبقى هناك قاسم مشترك بيننا وهي الصحبة والمدينة التي تجمعنا سوية.
فيديو: مقهى في مدينة الصدر.. المتنبي نظيف ومبرد وملكي وجمهوري
عبد الهادي سلطان – أحد رواد المقهى، لشبكة 964:
هذا المكان هو مقهى الحاج حيدر عبد الجبار الجنص يعده جيل الطيبين مكاناً مقدساً.
ننتظر يوم الجمعة والسبت لنلتقي بالأصدقاء والأحبة في المقهى، فالجميع منشغل في العمل خلال بقية أيام الأسبوع، ولدينا أصدقاء من المحافظة ومناطق مختلفة من العراق يأتون يوم الجمعة لنلتقي بهم وأيضاً زملاء من مدينة الناصرية يعرفون المقهى.
المشخاب تستذكر الملك فيصل واسم المدينة القديم (صور)
كاصد قاسم – أحد رواد المقهى، لشبكة 964:
هذا المقهى من أقدم مقاهي سوق الشيوخ، وله نكهة خاصة، وأغلب رواده من الأساتذة الجامعيين والمثقفين، ونجد أنفسنا عندما نلتقي بهذه الوجوه الطيبة.